الخميس، 9 أبريل 2020

شابة يقطع عنها المغذي

كي لا ننسى 

شابة يقطع عنها المغذي وكيس الدم في المستشفى لتموت ويهجر اهلها الى ايران .

القصة هكذا 
في يوم ١٤ نيسان من عام ١٩٨٠ دخل رجال الأمن وكان رئيسهم ضابط اسمر طويل وعلامات الإجرام ظاهرة عليه ، احد دور الكرد الفيلية في الساعة الثانية ظهرا ولم يكن في البيت الا الاطفال واكبرهم تسع سنوات وكان بقية العائلة في المستشفى عند بنتهم المريضه (س) ، سأل رجل الأمن الطفل عن والده فقال له في المستشفى ، فقال له خلي يراجع ابوك مركز الشرطة وقال له خَوَنَه راح نسفركم الى إيران ، وعندما عاد الاب من المستشفى  الى البيت ذكر له الطفل ماجرى ، ففهم الاب الوضع واطرق صامتا ، وفكره يجول بين بنته المريضة وبين المصير الذي ينتظره من المجرمين البعثين .
ثم عاد ضابط الامن نفسه الساعة الثانية عشر ليلا وكان الجو بارد فضرب الباب برجله بقوة ودخل البيت فبصق في وجه والدي الكبير وقال له( متستحي على شيبتك ليش ما رحت لمركز الشرطة )  وتكلم عليه بكلام بذيء يعكس اخلاق حزب البعث ، وثم سحب جميع الوثائق الثبوتية منا كالجنسية وقال غدا نسفركم ، فطلب والدي منه أن يمهله كم يوم لان البنت في المستشفى ، فرفض الضابط وقال ( روح لإمامك الخميني اذا بيه خير يشافي  بنتك ) .
وفي صباح اليوم التالي دخل ضابط الامن ومعه مجموعة من الشرطة على اختي في المستشفى فاغمي عليها من الخوف ، ثم قطعوا المغذي وكيس الدم عنها التي كانت بحاجة لتبديل دم ، واخرجوها ولكنها لم تبقى طويلا فتوفيت في باب المستشفى وهي في ١٧ ربيعا من عمرها .
 فطلبنا من الضابط اخذها لدفنها بمدينة النجف  فوافق  بشرط عدم السماح لأحد الذهاب مع الجنازة  الا الأب و وآحد من  الأقارب فقط ، ويمنع ذهاب الام وبقية العائلة للذهاب معها للدفن ، لتدفن ليلا بدون ضجيج كي لا يعلم بها أحد .

وعندما عاد الاب من الدفن حُجز مع بقية العائلة في إحدى المدارس خارج المدينة مع العائلة ليومين ومعهم عوائل كثيرة جمعت ليتم تهجيرها .
وظلت الام تنوح على بنتها خلستاً لأنه يمنع إقامة العزاء والبكاء وقد وضعوا حرس من الشرطة عليهم يسبونهم ويسمعونهم كلام بذيء ، واكتفت الام بمواساة النساء لها بالحجز ، وبقيت العائلة يومين في الحجز ليتم تهجيرهم الى ايران .
هكذا عاشت العائلة مأساة التهجير ولوعة وفاة البنت الشابة ظلما ،وقلما تسمع مثلها الا في حكومة البعث الإجرامية .
فلم يتركوها لتشفى ليتم تهجيرها فقتلوها ظلما ليهجروا عائلتها ، ولم تحظى بزيارة الام لقبرها حين دفنها ، وبعدما سقط النظام لان الام توفيت في ارض الغربة والمهجر .

لعن الله البعث ومحبيهم وحشرهم مع مجرمهم صدام في الدرك الاسفل من النار  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق