الخميس، 9 أبريل 2020

طفل في سجن

كي لا ننسى 
                    
                      طفل في سجن ابو غريب                
          
عام ١٩٨٠ كانت أشد حملات التهجير التي شهدها العراق لما يسميهم نظام البعث بالتبعية الإيرانية والتي يبعد بها العراقيين الى ايران وكان رجال الأمن في مدينة كربلاء والحلة من أشد الناس حقدا وإجرام.
وحدثت قصص غريبة في هذه الحملات  نذكر هنا قصة الطفل السجين 
اذ تم حجز طفل صغير عمره ٨ سنوات اسمه عدنان  من أهل كربلاء في سجن ابو غريب وأبعاد أهله الى ايران ،
كان النظام شرع قانون الحجز للشباب خوفا من التحاقهم في المعارضة حسب ما يدعي ، وكان عدنان الطفل من الذين خافهم النظام الجائر على حكمه .
يقول السجناء كان عدنان ليس فقط غريبا عن أهله ويعيش لوعة فراقهم ولكن عاش غربة الطفولة ايضا ، لان كل المحجوزين من رجال المسفرين هم كبار ، وكان حائر مع من يلعب وكيف ينسى همومه ومن يعوض عنه حنان الوالدين وكيف ينسى فراق إخوته  ووو
الرجال كذلك حائرون ولا يعرفون ماذا يفعلون معه ويُشغلوا وقته ويدخلوا الفرح والسرور الى قلبه الحزين .
حتى قام الرجال بالتصابي واللعب معه لُعب الاطفال فتجد الكبار يركضون ويضحكون معه وكأنهم صغار مثله ، كل ذلك لاسعاده وتخفيف الالم عنه .
ووجد هؤلاء بالاستمرار فرصة لهم للهو وتذكر ابناءهم الصغار أو إخوانهم الذين هجرهم النظام البعثي .
بعد سنوات تعلم عدنان  منهم الكثير من صفات الرجولة وآداب الحديث ، وأخذ يجلس ويتحدث وكأنه رجل كبير ، خاصة بعد أن بلغ الحلم في السجن ،
كل ذلك وأهله وامه لا يعلمون اي خبر عنه ، واين هو صغيرهم الذي اخاف النظام البعثي ، وكان يؤرقهم فراقه ولم يهدأ لهم بال ، فكل ما حولهم يذكرهم به ،  لعب الاطفال في الحدائق و مشيهم بالشوارع ، ومشاهد الا طفال فرحين  في ذهابهم الى المدارس ، صورة عدنان الصغير لم تفارقهم والدعاء الى الله لعودته لم يسقط من لسانهم .
كيف ينسون فلذة كبدهم الصغير الذي هو جزء من كيانهم ، كيف تنام الام وابنها ليس بجانبها ، وكيف يخرج الأب إلى التنزه وابنه الصغير لم يصحبه معه ، صورته حاضرة امامهم ، والبكاء لم يفارقهم للحظة ، امه تردد دائما عدنان ابني اين انته الان ومن الذي يفرش لك فراشك ومن الذي يغطيك عند نومك ، وهل عندك فراش ، هل انته حي ترزق ، الامل والحسرة لازمت والديه وخاصة امه ...
كم هي ايام ثقيلة عليها .....
استمر بقاء عدنان في السجن لمدة ثمان سنوات ، فقد قوي عوده ونما عقله ...
ولكن في عمر ١٦ عام اختفى أثره مع كل الشباب الذين يُعدون بالآف ولم يعثر له على رفاة ، ولا مكان يزوره أهله لتبكي وتنوح امه  عنده .
غادر عدنان الدنيا بصمت ، ولم يتحدث به 
المدعين لحقوق الطفولة ولم يتوقفوا للحظة استذكار لهذا الشهيد الصغير وهذا السجين الطفل ، لا نعلم هل جفت ضمائر الانسانية واختفت غيرة الشعوب أمام جرائم حزب البعث في العراق .
سلام لابتسامتك الجميلة وسلام لطفولتك البريئة واللعنة لمن ظلمك وآزر على ظلمك واحب ظالميك البعثين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق