الخميس، 30 أبريل 2020

لما ماتت فاطمة بنت اسد

لما ماتت فاطمة بنت أسد والدة أمير المؤمنين  عليه السلام أقبل عليّ وهو باكٍ
فقال له النبي صلى الله عليه واله وسلم ما يبكيك ؟ لا أبكي الله لك عينا 
قال له : توفيت أمي  يا رسول الله
فقال له النبي: بل والدتي يا علي فلقد كانت تجوع أولادها و تشبعني و تشعث أولادها و تدهنني
ثم نهض  الرسول و أخد في جهازها وكفنها بقميصه وكان في حال تشيع جنازتها برفع قدمًا و يتأنى بين الآخر وهو حافي القدم فلما صلى عليها كبر سبعين تكبيرة ثم و سدها في اللحد بيده الكريمة - بعد أن نام في قبرها-ولقنها الشهادة
فلما أهيل عليها التراب وأراد الناس الانصراف جعل يقول : ابنك ابنك لا جعفر ولا عقيل،علي ابن ابي طالب.

فقالوا له : يا رسول الله  فعلت فعلًا ما رأينا قط مثله. امشيت متأنيا حافي القدم و كبرت سبعين تكبيرة ونمت في لحدها و جعلت قميصك عليها وقولك لها : إبنك إبنك لا جعفر و لا عقيل ؟
فقال : أما الثاني في وضع اقدامي في حال تشييع الجنازة فلكثرة ازدحام الملائكة وأمّا تكبيري سبعين تكبيرة فإنها صلّى بها سبعون صفًا من الملائكة.
و أما نومي  في لحدها فإني ذكرت لها  في حال حياتها ضغطة القبر.
فقالت : وا ضعفاه !!
فنمت في لحدها حتى كفيتها ذلك.
وأما تكفينها بقميصي فإني ذكرت لها القيامة و حشر الناس عُراة.
فقالت : واسوأتاه.
فكفنتها به لتقوم يوم القيامة مستورة.
وأمّا قولي لها : إبنك إبنك 
فإنه لمّا نزل عليها الملكان و سألاها عن ربها ؟
فقالت : الله ربي .
وقالا لها : من نبيّك ؟
فقالت : محمد نبي.
وقالا لها : من وليّك وإمامك ؟
فاستحيت أن تقول ولدي 
فقلت لها قولي: ولدك علي بن أبي طالب. إبنك إبنك 
فأقر الله تعالى بذلك عينها 

المصدر/ الكافي ج١ ص٤٥٣.🌿

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق