لما ماتت فاطمة بنت أسد والدة أمير المؤمنين عليه السلام أقبل عليّ وهو باكٍ
فقال له النبي صلى الله عليه واله وسلم ما يبكيك ؟ لا أبكي الله لك عينا
قال له : توفيت أمي يا رسول الله
فقال له النبي: بل والدتي يا علي فلقد كانت تجوع أولادها و تشبعني و تشعث أولادها و تدهنني
ثم نهض الرسول و أخد في جهازها وكفنها بقميصه وكان في حال تشيع جنازتها برفع قدمًا و يتأنى بين الآخر وهو حافي القدم فلما صلى عليها كبر سبعين تكبيرة ثم و سدها في اللحد بيده الكريمة - بعد أن نام في قبرها-ولقنها الشهادة
فلما أهيل عليها التراب وأراد الناس الانصراف جعل يقول : ابنك ابنك لا جعفر ولا عقيل،علي ابن ابي طالب.
فقالوا له : يا رسول الله فعلت فعلًا ما رأينا قط مثله. امشيت متأنيا حافي القدم و كبرت سبعين تكبيرة ونمت في لحدها و جعلت قميصك عليها وقولك لها : إبنك إبنك لا جعفر و لا عقيل ؟
فقال : أما الثاني في وضع اقدامي في حال تشييع الجنازة فلكثرة ازدحام الملائكة وأمّا تكبيري سبعين تكبيرة فإنها صلّى بها سبعون صفًا من الملائكة.
و أما نومي في لحدها فإني ذكرت لها في حال حياتها ضغطة القبر.
فقالت : وا ضعفاه !!
فنمت في لحدها حتى كفيتها ذلك.
وأما تكفينها بقميصي فإني ذكرت لها القيامة و حشر الناس عُراة.
فقالت : واسوأتاه.
فكفنتها به لتقوم يوم القيامة مستورة.
وأمّا قولي لها : إبنك إبنك
فإنه لمّا نزل عليها الملكان و سألاها عن ربها ؟
فقالت : الله ربي .
وقالا لها : من نبيّك ؟
فقالت : محمد نبي.
وقالا لها : من وليّك وإمامك ؟
فاستحيت أن تقول ولدي
فقلت لها قولي: ولدك علي بن أبي طالب. إبنك إبنك
فأقر الله تعالى بذلك عينها
المصدر/ الكافي ج١ ص٤٥٣.🌿
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق