الثلاثاء، 29 سبتمبر 2020

قطارة الأمام الحسين

#قطارة_الأمام_الحسين(ع) 

في وسط البادية الجنوبية ، وتحديدآ جنوب غرب محافظة النجف الاشرف بمسافة 180 كم في صحراء النجف هناك ناحية بعيدة عن الأنظار والأسماع وهي في طي النسيان إنها ناحية الشبكة الحدودية .
تقع على خط طول 41,43 وخط عرض 48,30 وبمساحة 24277 كم .هذه الناحية التي تقع بالقرب من طريق الحج البري القديم ( طريق زبيدة ـطريق الإبل ـ الطريق السلطاني )
تأسست هذه الناحية في عام 1925
وهناك الكثير من المعالم الاسلامية في بادية العراق (بادية النجف) وذلك من خلال مسيرة الإباء التي قادها أبو عبد الله الحسين بن علي أبن ابي طالب (عليهما السلام) , في سنة 60 هجرية عندما خرج من مكة المكرمة متوجها الى كربلاء المقدسة , 
ففي وسط البادية الجنوبية يوجد مكان مر عنده الامام الحسين (ع) في مسيرته وهو ما يسمى بـ(قطارة الامام الحسين (ع)) وهي عبارة عن عين ماء في وسط تل صخري ولهذا المكان قصة تاريخية يرويها لنا التاريخ . كان في هذه المنطقة بيت من الشعر ( خيمة ) لعائلة نصرانية وكان ربا لأسرة يسمى وهب بن عبد الله بن الكلبي ، 
وكان يخرج صباحآ ليعود في المساء محمل بالماء لعائلته .حينما وصل الركب الحسني إلى هذه المنطقة  توجه الإمام الحسين روحي فداه إلى تلك الخيمة ونادى يا أمة الله .خرجت من تلك الخيمة إمرأة عجوز تسمى ( قمر ) فقالت له أهلآ وسهلآ بكم تفضلوا. 
قال لها الإمام أين ولدك وهب فردت عليه خرج كعادته ويعود في المساء محمل بالماء فقال لها الإمام حينما يعود قولي له عليك بتصديق الرؤيا وبمجرد أن ترك الإمام مكانه الذي كان يقف فيه وإذا بعين ماء قد انفلقت من تحت قدميه.تركها الإمام وتوجه بمن كان معه نحو كرب وبلاء .حينما عاد وهب إلى أهله وشاهد العين سأل أمه عن الخبر فقالت له ولدي كأنما المسيح عيسى قد زارنا هذا اليوم ولدي إن ما حدث كان أمر غريب فقد سأل عنك وقال عليك بتصديق الرؤيا عند ذلك بكى وهب وقال يا أماه لقد رأيت في المنام هذه الليلة روح الله عيسى وكان بجانبه رجال عليهم الهيبة والوقار وكأنهم الشمس بجمالها وهيبتها .فقال لي المسيح يا وهب هل أنت من أمتي قلت نعم فقال أعلم إن الذي يقف بجنبي هو محمد رسول الله وخاتم الأنبياء وأشرف الخلق وهذا الثاني هو علي بن أبي طالب وصيه وخليفته وزوج أبنته وهذا الثالث هو ريحانة رسول الله إنه الحسين بن علي .ياوهب عليك أن تنصر الحسين غدآ في كربلاء وأعلم بأنك معه في الجنة وأن اسمك مع الأبرار وقد ناولني صحيفة قد كتب بها اسمي ثم افقت من النوم الان وانت تخبرينني بما حدث يا أماه الذي مر بك اليوم هو الحسين بن علي بن أبي طالب فقالت له أمه ماذا سَنفعل قال لها يا أماه أن الفرص تمر على الإنسان مر السحاب فلنغتنم هذه الفرصة ونلتحق بالحسين...

بقيت هذه العين لغاية يومنا هذا وقد شاهدنا منها أمور غريبة جدا من حيث الشفاء خصوصا الأمراض المستعصية...
🌿⚘ اللـــــــــهُمَّ صَلِّ عَلــَـــــــىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وعَجّـــــــــلْ فَرَجَهُم ⚘🌿

السبت، 26 سبتمبر 2020

شاعر سوداني يهجو

شاعر سوداني
 يهجو حاكم دبي، قمة الإبداع في تبديل الحروف وقلب المعاني...!!

ﺃﻳﺎ حاكمﺎً ( ﻃﺎﺏ ) ﻓﻴﻚ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ
ﻭ( ﻃﺎﺑﺖ ) ﻣﺴﺎﻋﻴﻚ ﻭﺍﻟﻄﺎﺀ ﺧﺎﺀ.

ﻛﺘﺒﺖ ( ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ) ﻭﺍﻟﺮﺍﺀ ﻏﻴﻦ
ﻭﻛﺎﻥ ( ﺍﻟﺜﻨﺎ ) ﻣﻨﻚ ﻭﺍﻟﺜﺎﺀ ﺧﺎﺀ

( ﺑﻠﻴﻎ ) ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﻭﺍﻟﻐﻴﻦ ﺩﺍﻝ
( ﺧﺒﻴﺮ ) ﻧﻌﻢ ﺃﻧﺖ ﻭﺍﻟﺮﺍﺀ ﺛﺎﺀ

( ﺟﻤﻴﻞ ) ﺑﻼ ﺷﻚ ﻭﺍﻟﺠﻴﻢ ﻋﻴﻦ
( ﻛﺮﻳﻢ ) ﺑﻔﻌﻠﻚ ﻭﺍﻟﻤﻴﻢ ﻫﺎﺀ

( ﻋﻈﻴﻢ ) ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﻟﻈﺎﺀ ﻗﺎﻑ
( ﺳﻠﻴﻢ ) ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﻴﻢ ﻃﺎﺀ

ﺃﻣﻴﺮ ( ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ) ﻭﺍﻟﺤﺎﺀ ﻻﻡ
( ﺳﻔﻴﺮ ) ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺮﺍﺀ ﻫﺎﺀ

ﻳﺤﻞ ﺑﻤﺜﻠﻚ ﻋﺼﺮ( ﺍﻟﺴﻼﻡ)
ﻓﻴﺤﻴﺎ ﺑﻪ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺴﻴﻦ ﻇﺎﺀ

ﻭﺗﺴﻌﻰ ﺩﺅﻭﺑﺎً ﻟﻨﺸﺮ( ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ )
ﺑﺄﺭﺽ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﺀ ﻓﺎﺀ

( ﺗﺬﺍﻉ ) ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﻔﻞ
ﺣﻮﺍﻙ ﻭﺻﺤﺒﻚ ﻭﺍﻟﺬﺍﻝ ﺑﺎﺀ

ﻭﻛﻢ ﺗﺮﻓﻊ ( ﺍﻟﺮﺃﺱ ) ﻭﺍﻟﺮﺍﺀ ﻛﺎﻑ
ﻭﺗﻤﺴﻲ ﻋﻠﻰ ( ﺍﻟﺠﻤﺮ ) ﻭﺍﻟﺠﻴﻢ ﺧﺎﺀ

ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ ﻟﻚ ﻭﺍﻟﺼﺎﺩ ﺷﻴﻦ
ﺗﻄﻴﻞ ( ﻟﺼﻬﻮﺍﺗﻚ ) ﺍﻻﻣﺘﻄﺎﺀ

ﻓﻴﺎ ( ﻛﺎﺗﺒﺎً ) ﺳﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﺎﺀ ﺫﺍﻝ
ﻭﻳﺎ ( ﻧﺎﻗﺪﺍً ) ﻃﺎﺭ ﻭﺍﻟﻨﻮﻥ ﺣﺎﺀ

ﻭﺷبدت (ﻗﺼﻮﺭ ) ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻋﻤﺮﺍً
ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺑﻔﻀﻠﻚ ﻭﺍﻟﺼﺎﺩ ﺑﺎﺀ

ﻭﺧﻂّ ﻣﺪﺍﺩﻙ ﺩﻭﻥ( ﺭﻳﺎﺀ)
ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﺮﺍﺀ ﺣﺎﺀ

ﻛﺄﻥ ﺣﺮﻭﻓﻚ ﻭﺍﻟﺼﺎﺩ ﻣﻴﻢ
ﺗﺠﻠﻲ ﻟﻨﺎ ﻛﻴﻒ ( ﺻﻮﺕ ) ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ

( ﻓﺴﺒﻘﻚ ) ﻟﻠﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﻑ
ﻭ( ﺣﺮﺑﻚ ) ﻟﻠﺴﻮﺀ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺭﺍﺀ

ﺳﺒﺘﻚ ( ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ) ﻭﺍﻟﻀﺎﺩ ﻗﺎﻑ
ﺑﻈﻞ ( ﺍﻟﺴﺘﺎﺭﺓ ) ﻭﺍﻟﺘﺎﺀ ﻓﺎﺀ

ﻓﻤﺎﺭﺳﺖ ﻣﺬ ﺻﺮﺕ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍً
ﻓﻨﻮﻥ ( ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ) ﻭﺍﻟﺪﺍﻝ ﺛﺎﺀ

ﻭﺟﺌﺖ ﺗﻄﻞ ﺑﺸﺘﻰ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ
ﻭ( ﺃﻏﻨﻰ ) ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻭﺍﻟﻨﻮﻥ ﺑﺎﺀ

ﺳﻠﻜﺖ ﺭﺅﻯ( ﺍﻟﺪﺭﺏ ) ﻭﺍﻟﺪﺍﻝ ﻏﻴﻦ
ﻭ( ﺻﻨﺖ ) ﻋﺮﻯ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺼﺎﺩ ﺧﺎﺀ

ﻓﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻙ ﺇﻧﺎ ﻧﺜﺮﻧﺎ
ﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﺨﺒﺎﻳﺎ ﺣﺮﻭﻑ ﺍﻟﻬﺠﺎﺀ 

 قمة الروعة والإبداع
رأيكم ....

قصة استشهاد الأمام الحسن (ع )

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

قصه استشهاد الامام الحسن ابن علي ابن ابي طالب عليهم السلام

بسم الله الرحمن الرحيم

لم يكتف معاويه لعنه الله بالصلح مع الامام الحسن عليه السلام بل حاول قتل الامام الحسن عليه السلام و القضاء عليه , فدس اليه السم ثلاث مرات ونجا منها الامام , وفي المرة الرابعة طلب معاويه لعنه الله سما قاتلا من ملك الروم , واتصل بجعيدة ( او جعدة ) بنت الاشعث , زوجة الامام الحسن عليه السلام , حيث وعدها معاويه لعنه الله ان يزوجها من ولده يزيد لعنه الله ان هي قتلت الامام الحسن عليه السلام , فقبلت اللعينه ان تسم الامام الحسن عليه السلام , فلما ارتكبت جريمتها و دست السم للامام الحسن عليه السلام غدر بها معاويه , فطالبته بالوفاء بعهده لها , فقال : اني اخاف على ولدي ان تقتليه كما قتلتي سيد شباب اهل الجنة , واذا كنت لم تبال بقتل ابن بنت رسول الله , فهل تبالين بقتل ولدي؟

نعم وضعت الخبيثة السم في شربة من لبن , وكان الامام الحسن عليه السلام صائما , فلما صار وقت الافطار , قدمت اليه جعدة ذلك اللبن المسموم , فشربه الامام فلما سرى السم في بدنه الشريف واذا به قد تغير لونه , واحس بامعائه كانها تقطع بالسكاكين , وتشرح بالمواس , فدعا في هذه الحال بطشت وصار يتقيا دما , فدخل عليه جنادة بن ابي اميه , راه و الطشت بين يديه يقذف فيه احشائه قطعة بعد قطعة فقال: سيدي هلا عالجت نفسك؟ فقال عليه السلام : بماذا اعالج الموت؟ لقد سقيت السم ثلاث مرات وهذة الرابعة .

فلما وصل الخبر الى الامام الحسين عليه السلام دخل على اخيه فراه و الطشت بين يديه يتقيا دما جلس عنده و ضمه اليه ثم قال عليه السلام : اخي ابا محمد من الذي سقاك السم ؟ ومن اين دهيت ؟ قال الامام الحسن عليه السلام : اخي وما تريد منه ؟ دعني اخاصمه يوم القيامه بين يدي ربي , اخي ان الذي قتلني لواحد , ولكن لا يوم كيومك ابا عبد الله يزدلف اليك ثلاثون الفا فيقتلونك ويسبون ذراريك .

وقال الامام الحسن للحسين عليهما السلام : اخي ابا عبد الله بحقي عليك لاترهق في امري ملء محجمة دما , دعني اخاصمه بين يدي ربي يوم القيامة , ولكن يا اخي اذا انا قضيت نحبي فغسلني وحنطني بفاضل حنوط جدي رسول الله صل الله عليه و اله فانه من كافور الجنة , واحملني على سريري الى حرم جدي رسول الله صل الله عليه و اله لاجدد به عهدا , واعلم يا ابن ام ان القوم سيظنون انكم تريدون دفني عند قبر جدي فيمنعونكم من ذلك , فبحقي عليك يا اخي لا ترهق في امري ملء محجمه دما .

بينما هما في هذا الكلام واذا بالحنين و الانين خلف الباب , واذا بالعقيله زينب وباقي الهاشميات جئن لعيادة الحسن , التفت الامام الحسن عليه السلام الى اخيه الحسين عليه السلام قال : اخي ابا عبد الله نح هذا الطشت عني لئلا تراه اختنا زينب عليها السلام.

فلما دخلت العقيله زينب عليها السلام وقد وقع بصرها على ذلك الطشت وفيه احشاء اخيها الحسن , صاحت واأخاه وا حسناه.

اخذ الامام الحسين بتجهيز الامام الحسن عليهما السلام كما اوصاه , فغسله و كفنه و حنطه بفاضل حنوط رسول الله صل الله عليه و اله , وصلى عليه ثم وضعه على سريره واهله يبكون و ينتحبون , ولكن هل استراح الامام الحسن عليه السلام من كيد هذه الامة ومن ظلم الناس له ؟

حمل الامام الحسين و بني هاشم عليهم السلام الامام الحسن الزكي عليه السلام على سريره حيث انهم اقبلوا يحملون جنازة الامام الحسن عليه السلام قاصدين قبر النبي صل الله عليه و اله , ليجددوا له عهدا بزيارة قبر جده , فاقبل مروان بن الحكم لعنه الله حتى دخل على عائشه اخزاها الله و لعنها وقال : و الله لئن دفن الحسن عند جده لاتبقى فضيلة لابيك وصاحبه , فقومي وامنعي من دفن الحسن عند رسول الله , فاقبلت عائشة لعنها الله و اصلاها راكبة على بغل في جمع من بني امية لعنهم الله اجمعين يقدمهم مروان وهو ينادي : يارب هيجا هي خير من دعة , ايدفن عثمان باقصى المدينة ويدفن الحسن عند قبر رسول الله ؟
هذا وعائشة لعنه الله عليها و على ابيها و صاحبه تنادي : الله الله يا بني هاشم لاتدفنوا في بيتي من لا احب .

ومن هو الحسن حتى لا تحبيه؟ اليس هو ريحانه رسول الله صل الله عليه و اله وسبطه الذي حبه ايمان و بغضه كفر و نفاق . الم يقول رسول الله صل الله عليه و اله عن الامامان الحسن والحسين (ع): (من أحبهما أحببته، ومن أحببته أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم، ومن أبغضهما أو بغى عليها أبغضته، ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله عذاب جهنم وله عذاب مقيم) تاريخ ابن عساكر ج14 ص156 ـ المعجم الكبير ج3 ح2655 ص50 ـ مجمع الزوائد ج9 ص181 وقريب منه في مستدرك الصحيحين ج3 كتاب معرفة الصحابة ص181ـ كفاية الطالب ص422- 423.

وعن حذيفة قال: رأينا في وجه رسول الله ‚ السرور يوماً من الأيام فقلنا: يا رسول الله لقد رأينا في وجهك السرور قال: (وكيف لا أسر وقد أتاني جبريل (ع) فبشرني أن حسناً وحسيناً سيدا شباب أهل الجنة وأ

السبت، 19 سبتمبر 2020

من هو النبي ايوب

*ﻣن هو ﺃﻳﻮﺏ*؟
٣ ﺩﻗﺎﻳﻖ ﻣﻦ ﻭﻗﺘﻚ
ﺃﻳﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ :
ﺃﺗﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺒﻨﻴﻦ ﻭ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻣﻦ
ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻭ ﺇﺗﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺎﻝ 
ﻭ ﺍﻷﺻﺤﺎﺏ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﻥ ﻳﺒﺘﻠﻴﻪ ﻟﻴﻜﻮﻥ
ﺍﺧﺘﺒﺎﺭﺍ ﻟﻪ ﻭ ﻗﺪﻭﺓ
ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ !
ﻓﺨﺴﺮ ﺗﺠﺎﺭﺗﻪ ﻭ ﻣﺎﺕ
ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻭ ﺍﺑﺘﻼﻩ ﺍﻟﻠﻪ
ﺑﻤﺮﺽ ﺷﺪﻳﺪ ﺣﺘﻰ
ﺍﻗﻌﺪه ﻭ ﻧﻔﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻪ
ﺣﺘﻰ ﺭﻣﻮﻩ ﺧﺎﺭﺝ
ﻣﺪﻳﻨﺘﻬﻢ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ
ﻣﺮﺿﻪ
ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻌﻪ ﺇﻻ
ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺗﺨﺪﻣﻪ ﺣﺘﻰ
ﻭﺻﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺃﻥ
ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺘﺠﺪ
ﻣﺎﺗﺴﺪ ﺑﻪ ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ﻭ
ﺣﺎﺟﺔ ﺯﻭﺟﻬﺎ !
ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻳﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺀ
ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻡ ﻭ ﻫﻮ
ﺻﺎﺑﺮ ﻭ ﻻ ﻳﺸﺘﻜﻲ ﻷﺣﺪ
ﺣﺘﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ .. ﻭ ﻟﻤﺎ
ﻭﺻﻞ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﻰ
ﻣﺎﻭﺻﻞ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ
ﻳﻮﻣﺎ ﻟﻮ ﺩﻋﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ
ﻟﻴﻔﺮﺝ ﻋﻨﻚ
ﻓﻘﺎﻝ: ﻛﻢ ﻟﺒﺜﻨﺎ ﺑﺎﻟﺮﺧﺎﺀ
ﻗﺎﻟﺖ80 : ﺳﻨﺔ
ﻗﺎﻝ : ﺍﻧﻲ ﺍﺳﺘﺤﻲ ﻣﻦ
ﺍﻟﻠﻪ ﻷﻧﻲ ﻣﺎﻣﻜﺜﺖ ﻓﻲ
ﺑﻼﺋﻲ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺒﺜﺘﻬﺎ
ﻓﻲ ﺭﺧﺎﺋﻲ
ﻭ ﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ..
ﺧﺎﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﺗﻨﻘﻞ
ﻟﻬﻢ ﻋﺪﻭﻯ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﻠﻢ
ﺗﻌﺪ ﺗﺠﺪ ﻣﻦ ﺗﻌﻤﻞ ﻟﺪﻳﻪ
ﻗﺼﺖ ﺑﻌﺾ ﺷﻌﺮﻫﺎ
ﻓﺒﺎﻋﺖ ﻇﻔﻴﺮﺗﻬﺎ ﻟﻜﻲ
ﺗﺂﻛﻞ ﻫﻲ ﻭ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭ
ﺳﺄﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻜﻲ ﻫﺬﺍ
ﻭﻟﻢ ﺗﺠﺒﻪ
ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ
ﺑﺎﻋﺖ ﻇﻔﻴﺮﺗﻬﺎ ﺍﻷﺧﺮﻯ
ﻭ ﺗﻌﺠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭ
ﺃﻟﺢ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻓﻜﺸﻔﺖ ﻋﻦ ﺭﺃﺳﻬﺎ
ﻓﻨﺎﺩﻯ ﺭﺑﻪ ﻧﺪﺍﺀ ﺗﺄﻥ ﻟﻪ
ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ..
ﺍﺳﺘﺤﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ
ﻳﻄﻠﺒﻪ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ
ﻭ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺒﻼﺀ
ﻓﻘﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ :
" ﺭﺑﻲ ﺍﻧﻲ ﻣﺴﻨﻲ ﺍﻟﻀﺮ
ﻭ ﺍﻧﺖ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ "
ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﻣﻦ ﺑﻴﺪﻩ
ﺍﻷﻣﺮ :
" ﺃﺭﻛﺾ ﺑﺮﺟﻠﻚ ﻫﺬﺍ
ﻣﻐﺘﺴﻞ
ﺑﺎﺭﺩ ﻭ ﺷﺮﺍﺏ "
ﻓﻘﺎﻡ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻭ ﺭﺟﻌﺖ
ﻟﻪ ﺻﺤﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ
ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﻟﻢ
ﺗﻌﺮﻓﻪ ﻓﻘﺎﻟﺖ:
ﻫﻞ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ
ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎ ؟
ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎﺭﺍﻳﺖ ﺭﺟﻼ
ﺃﺷﺒﻪ ﺑﻪ ﺇﻻ ﺍﻧﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻛﺎﻥ ﺻﺤﻴﺤﺎ ؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻣﺎ ﻋﺮﻓﺘﻨﻲ !
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻣﻦ ﺍﻧﺖ؟
ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺎ ﺍﻳﻮﺏ ♡
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ : ﻟﻢ
ﻳﻜﺮﻣﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ
ﺃﻛﺮﻡ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺘﻲ
ﺻﺒﺮﺕ ﻣﻌﻪ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﻫﺬﺍ
ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ !
ﻓﺮﺟﻌﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺎﺑﺔ ﻭ
ﻭﻟﺪﺕ ﻹﻳﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺳﺘﺔ ﻭ ﻋﺸﺮﻭﻥ
ﻭﻟﺪ  ﻣﻦ ﻏﻴﺮ
ﺍﻹﻧﺎﺙ
ﻳﻘﻮﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ :
" ﻭﺍﺗﻴﻨﺎﻩ ﺃﻫﻠﻪ ﻭ ﻣﺜﻠﻬﻢ
ﻣﻌﻬﻢ"
- ﻛﻠﻤﺎ ﻓﺎﺽ ﺣﻤﻠﻚ
ﺗﺬﻛﺮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ
ﻭ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺻﺒﺮﻙ ﻧﻘﻄﺔ
ﻣﻦ ﺑﺤﺮ ﺃﻳﻮﺏ .
ﺷﻲ ﺟﻤﻴﻞ ﻳﺎ ﺭﺏّ
ﺳُﺒﺤﺂﻧﻚ. ﻳﺎﺭﺏ ﺍﻋﻄﻴﻨﺎ
ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﺻﺒﺮ ﺍﻳﻮﺏ.
ﻛُﻞِّ ﻳﻮﻡ ﺗﻘﻮﻝ ﺁﻵﺭﺽ :
" ﺩﻋﻨﻲ ﻳﺂ ﺭﺏ ﺃﺑﺘﻠﻊ
ﺃﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺇﻧﻪ ﺃﻛﻞ ﻣﻦ
ﺭﺯﻗﻚ ﯙﻟﻢ ﻳﺸﻜﺮﻙ "
ﯙﺗﻘﻮﻝ ﺁﻟﺒﺤﺂﺭ :
" ﻳﺂﺭﺏ ﺩﻋﻨﻲ ﺃﻏﺮﻕ
ﺃﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺇﻧﻪ ﺃﻛﻞ ﻣﻦ
ﺭﺯﻗﻚ ﯙﻟﻢ ﻳﺸﻜﺮﻙ "
ﯙﺗﻘﻮﻝ ﺁﻟﺠﺒﺂﻝ:
" ﻳﺂ ﺭﺏ ﺩﻋﻨﻲ ﺃﻃﺒﻖ
ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺇﻧﻪ ﺃﻛﻞ
ﻣﻦ ﺭﺯﻗﻚ ﯙﻟﻢ
ﻳﺸﻜﺮﻙ "
ﯙﺗﻘﻮﻝ ﺁﻟﺴﻤﺂﺀ:
" ﻳﺂ ﺭﺏ ﺩﻋﻨﻲ ﺃﻧﺰﻝ
ﻛﺴﻔﺂً ﻹﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺇﻧﻪ
ﺃﻛﻞ ﻣﻦ ﺭﺯﻗﻚ ﯙﻟﻢ
ﻳﺸﻜﺮﻙ "
ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺁﻟﻠـّﻪ ﻋﺰ ﯙﺟﻞ
ﻟﻬﻢَ :
" ﻳﺂ ﻣﺨﻠﻮﻗﺂﺗﻲ ﺀﺃﻧﺘﻢ
ﺧﻠﻘﺘﻤﻮﻫﻢ ..؟ "
ﻳﻘﻮﻟﻮﺁ " :ﻵ ﻳﺂ ﺭﺑﻨﺂ "
ﻗﺂﻝ ﺁﻟﻠـّﻪ " :
ﻟﯚﺧﻠﻘﺘﻤﻮﻫﻢ
ﻟﺮﺣﻤﺘﻤﻮﻫﻢ "
ﺩﻋﻮﻧﻲ ﻭﻋﺒﺎﺩﻱ
ﻣﻦ ﺗﺂﺏ ﺇﻟﻲ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺄﻧﺂ
ﺣﺒﻴﺒﻬﻢ ..
ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﺐ ﻓﺄﻧﺂ
ﻃﺒﻴﺒﻬﻢ ..
ﻭﺃﻧﺂ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﺭﺣﻢ ﻣﻦ
ﺁﻷﻡ ﺑﺄﻭﻵﺩﻫﺂ

ﺧﺴﺎﺭﺓ ﺍﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﺘﻬﺎ،
ﻣﻦ ﺍﺭﻭﻉ ﻣﺎ ﻗﺮﺃﺕ
ﺭﺍﺋﻌﻪ ...👍

كلشي إلا الگطع

#سالفة_ورباط 

سنة من السنين چان اكو رجل شيخ چبير اخوته ومعدل يسكن في احد قرى الجنوب وعنده ولد وهذا الولد هو وحيده وروحه من الدنيا كلها ..

كبر الولد وصار شاب وتتمناه كل بنات السلف والديرة 
لكن بيوم من الايام شاف وحده من بنات العرب عجبته 
وقرر انه يسأل عليها ويتزوجها ...

وبعد ان عرف من اي بيت هي راح لابوه وسولفله عن حبه لهاي البنيه .. ابوه ما يكسر بخاطره .. گله يابويه روح لابوها واخطبها منه واذا وافق ناخذ مشيه ونروح له ...

راح الولد لابو البنيه وعرف عن نفسه انه ابن شيوخ وابن فلان ال فلان وجاي يخطب بنته .. 

لكن الرجل صفن وگال يا ولدي روح گل لابوك احنه بينه ملوحه (الملوحه يعني عندهم اصول للعبيد ) يعني عبيد 
وكلنا عبيد الله ...

رجع الولد لابوه وگله بالي سمعه ، سكت الاب ..؟ 
لكن ابنه عزيز عنده ، گله ياابني روح كله احنه موافقين 
حتى لو بيكم عبوديه ...

رجع الشاب لابو البنيه وگله ابوي وافق رغم ماگلت .. 

هنا ابو البنت گله ياعمي انت ابن شيوخ واريدك تروح تگول لابوك احنه ناس نشتغل بالحياچه (وكانت هذه مهنه مذمومه عند العرب ومايتزوجون بنت الحايچ ) ...

رجع الشاب وهو مهموم وسولف لابوه الحچي الي سمعه ..
وهنا الاب هم ماراد يكسر بخاطر ابنه وكله روح يابني وكله بنتك مقبوله رغم الحچي الي كلته ...

رجع الولد لابو البنت وگله احنه موافقين بكل الي كلته ...

هنا ابو الابنية گله يابني انه اريد اصارحك احنه لا بينه ملوحه ولا احنه حياچ لكن يا وليدي انت الوحيد لابوك وابن شيوخ .. 

احنه بينه صفه يعمي محد من العرب يحبها ويريدها ويتمناها
احنه عدنه گطع .. الاخو يكطع باخوه ، والابن ما يبر بابوه ، وابن العم يكطع بابن عمه ، والاب يكطع بابنه ، والعم يكطع باولاد اخو ، والصديق يكطع بصديقه ، والخال يكطع باخته
وانا اخاف عليك وعلى ذريتك من هاي الصفه ...

رجع الولد لابوه وسولف معاه وكله بالصفه الي عدهم ..

هنا الاب گله ياولدي انا قبلت بالعبوديه وقبلت بالحياچه وهي صفات تقلل من قيمتنه عند العرب ... 

لكن الگطع وانا ابوك مااگدر اوافق عليه وانت بكيفك بعد اذا تريدها روح اخذها ...

رد الابن گله لا والله يابوي انا عندي انتم بالدنيا كلها وامنيتي اشوف ابني يگودك من ايدك ويحن عليك وعليه ...

رباط السالفة ...
كل شي يتصلح بالدنيا الا الگطع والحقد ما يتصلح ومثل ما يگولون الكطع مو زين وصلة الرحم مريودة ...وسلامتكم.

منقولة

الجمعة، 18 سبتمبر 2020

الكورد الفيلية

الكرد الفيلية هي شريحة من اللور التي تنسب إلى الكرد وتقطن المناطق الحدودية من العراق وأيران أبتداءً من مناطق جلولاء وخانقين ومندلي شمالاً إلى منطقة علي الغربي جنوباً مروراً بمناطق بدرة وجصّان وكوت والنعمانية والعزيزية وتقع أغلب هذه المناطق في محافظة واسط العراقية إضافة إلى بعض قرى محافظة ميسان وشرق محافظة ديالى.

لورستان العراقیة
أما من الجانب الأيراني فتتوزع مناطق الكرد الفيليه والذين يسمون اللُر في منطقة کردستان یشتمل علی محافظات كرمانشاه وعيلام وخوزستان ومدنها من الشمال إلى الجنوب هي خسروي وقصر شيرين وكرمانشاه وإسلام أباد غرب وسربل ذهاب وعيلام وبدرة الإيرانية ومهران وانديمشك ومدینه ملایر والتي تحاذي الجنوب العراقي في محافظة ميسان.

یسمی موطن الاکراد الفیلیة باسم (کردستان کلهر) . یقال لها في العراق الفیلیة وفي إيران الکلهوریة.

الكرد الفيلية يديونون بديانة الإسلام وهم من الشيعة وعلى المذهب الجعفري الإثني العشري، ولهجتهم الكردية تختلف عن مثيلاتها في كردستان العراق وإيران بعض الشيء حيث تسمى اللهجة اللوريّة، سكن الكرد الفيلية في عاصمة العراق بغداد وكان العديد منهم يزاول النشاط التجاري فيها وقد تم إبعاد الكثير منهم قسراً من العراق إبان حكم رئيس العراق أحمد حسن البكر في 1970 وإبان حكم الرئيس صدام حسين في نيسان/أبريل 1980، بحجة التبعية لإيران.

عدد كبير من الكرد الفيلية في العراق لا يتقن اللغة الكردية ويتكلم اللغة العربية كلغة أم بحكم الاختلاط الطويل بالعرب ومناطق سكنهم المحاذية لمناطق العرب.

§تعدادهم عام 1947معدل

كان يبلغ تعداد الكورد الفيلية عام 1947 م حسب أرقام واردة من وزارة الشؤون الاجتماعية ب 30 ألف نسمة وبذلك يشكلون 0.6% من سكان العراق آنذاك كان يسكن حوالي 14 الف نسمة منهم في المدن في حين يسكن 16 الف نسمة منهم في الريف [1]

الشيخ مرتضى البروجردي

علماء شهداء لم يذكرهم ذاكر اغتالتهم المخابرات..💔

انه آية الله المرجع الشهيد الشيخ "مرتضى البروجردي" (قدس الله سره) أغتيل في النجف الاشرف من قبل المخابرات الصدامية في عام 1997م ، كان يصلي الجماعه في الصحن العلوي الطاهر ليلآ وبعد الانتهاء ،وعند عودته الى منزله حاصرته عناصر المخابرات الصدامية واخذت تطلق الرصاص عليه واستشهد امام المدرسة الازدية مقابل داره ، حيث دفن في وادي السلام بالنجف حسب وصيته ..

ينقل عن أحد البيوت المجاورة على بيت الشيخ عندما أطلق الرصاص عليه واردوه قتيلا بقي في باب داره وسمع أصوات البكاء من وراء الباب ولم تخرج حريم الشيخ المرجع فبقت داخل الدار وتبكي دليل على عفة وكمال هذه البيوتات الطاهرة ...

اشتهر الشيخ البروجردي بين الفضلاء بحسن تلقيه لدروس استاذه السيد الخوئي (قدس سرهما) ، ودقة ضبطها ونجح في تدوين تقريرات استاذه والتي بلغت حوالي ٤٠ مجلداً في الفقه والاصول تم لحد الآن طبع ستة عشر مجلداً منها تحت عنوان (مستند العروة الوثقى ) وكانت دروسه في الفقه والاصول من أفضل دروس البحث الخارج في النجف الاشرف اما أساتذته منهم : 
1ـ الامام محسن الحكيم طاب ثراه. 
2ـ المرجع أبو القاسم الخوئي طاب ثراه . 
3ـالمرجع الشيخ حسين الحلي طاب ثراه .....                                                                   
واما نجل سماحة السيد السيستاني السيد محمد رضا فمعلوم انه متزوج من ابنة الشيخ البروجردي (فرحم الله من قرأ له الفاتحة) .

قصيدة يَ حسين بضمايرنا

الشاعر الذي وضع بصمة في قصيدته العملاقه والخالده والذي لم ينصفه التأريخ وظلمه الإعلام ولم يجعل له عنوان في وقفته الكبيره ولمسته الرائعه. نعم إنَّه الشَّاعرالمرحوم  رسول محي الدين النَّجفي 
رحمه الله وطيب ثراه  صاحب القصيده الخالده يا حسين بضمايرنا
والتي قرأها الرادود الكبير الشيخ ياسين الرميثي رحمه الله وطيب ثراه 

ياحسيـن بضمايرنـه  صــــحنه بـــــيك آمــــــنّه
لا صيحة عواطف هاي ..... لا دعـوه ومجــرد رأي
هـذي مـن مبادئنـه  صِحـنـه بيــك آمــــــــــــنّـه

بتكوينه البشـر يـا حسيـن ..... متسـاوي النوعيــــــه
جسمه ومحتـواه واضـح ..... ومعــــــروف بتساويّـه
الشئ البـي خفـي ومجهـول ..... نــــزعاتـه النفسيـه
وهيّه بدورهـا اتكشفـه ..... وتظــــــهـر لـك مخافيّـه
تكشفه مـن اتجاهاتـه ..... شريـو لا حسن نيّـه
واحنـه بنفسـك آمنّـه ..... مـن اعرفـــــــناهـا قدسيّـه
لشخصيتك لمسنه أوصاف ..... مــنوجـدت بشخصيـه
لمسنه بيك أبوالاحرار ..... اعرفـــنـه المـوت حرّيـه
لمسنه التضحيه بشخصك ..... عرفنا الشرف تضحيـه
لمسنه بيك أبي ومتليـن ..... عرفنا الذل عبودية
لمسنه اعلى الكرامه اگضيت ..... عرفنا نريدها هيّـه
لمسنه ابذلت دم وحييـت ..... عرفنـه الدنيـا وقــــتيـه
لمسنـه قسـوة اعدائـك ..... عرفــــــــنـا احنـه فدائـيـه

عرفنه انضل بدين يزيد ..... مـن أيـد لقــــسـاوة أيـد
عرفنا ولمن اعرفنا
 صحنا بيك آمنه.

ياحسيـن بضمايرنـه  صــــحنه بـــــيك آمــــــنّه
لا صيحة عواطف هاي ..... لا دعـوه ومجــرد رأي
هـذي مـن مبادئنـه  صِحـنـه بــك آمــــــــــــنّـه

عن سابق علم يحسيـن  وعـن تركيـز بالفكره
حبينـاك وتبعنـاك  ونـــــــتوقـع غصـص مــرّه
ونتوقع وقت محذور  وساعـات الــتمـر خطـره
مابيـن اليكيـدنّـه وبــــــــــيـن ايـدبـر الـغـدره
ومـع احساسنـا هـذا والشفـنـاه وننـــــــتـظـره
آمنّـه وتوطنّـه  علـى كـل شـي بعـد يــــــجـره
معلوم اليشم ازهـار يوغزه الشـوك بالشجـره
على ريحتكم شنـو ألازهـار  نتحمـل أذى جمـره
تربة كربلا التشهد  من دمنـه أصبحـت حمـره
ويوم العاشر بعاشـور  هـم يشــــهـد مـع الذكـره
وكل طعنة رمح تشهد  وكل سيف الطبـر طبـره
كلهـا تصيـح آمنـه  بمحــــــبـتـك يـا ابوالعـتـره
حقيقتنـه وطبيعتنـه اكتـــــسبناهـا علـى الفطـره

احنه وكل دمه مهدور وكل طعنه جرح ونحـور
بساحـات الشـرف كلنـه  صـــــــحنـه بيـك آمنـه

ياحسيـن بضمايرنـه  صــــحنه بـــــيك آمــــــنّه
لا صيحة عواطف هاي ..... لا دعـوه ومجــرد رأي
هـذي مـن مبادئنـه  صِحـنـه بــك آمــــــــــــنّـه

ياحسين ارتبطنا ويـاك ..... بالـدم بالـــــنفـس بالجيد
مثل ما گلنـه عالفطـره ..... لا صـــــدفـه ولا تعويـد
افرض نشذ عن خطّك ..... ونسير على خــــط ابعيـد
افرض يجتذبنه الكاس ... ويســحرنه هـوى التجديـد
افرض ننفتـن بافكـار ..... ونتـــــــسمـم وفتـره نحيـد
افرض نلتهـي نغامـر  ونـــــــتصـرف بـلا تقييـد
اشما تفرض بعد يحسين ..... اشما نعـمل بعـد ونزيـد
لابـد ماتجـي الساعـه ..... البيهـا نـــــــنتبـه ونعـيـد
لابـد ماهـو الرحمـه  يدركنـا ونــــــــرد اجديـد
حتـه انچانة نهـرم  ويـــــــضعـف حيلنـا ونبيـد
ولا نگدر نحرك راس 
 ولا نــگـدر نحـرك أيـد

ولنشـوف ولنسمع صـوت . تسندنـه وسـادة مــوت
بآخـر نفـس احسبنـه  صــــــــــحنـه بيـك آمـنّـه

ياحسيـن بضمايرنـه  صــــحنه بـــــيك آمــــــنّه
لا صيحة عواطف هاي ..... لا دعـوه ومجــرد رأي
هـذي مـن مبادئنـه  صِحـنـه بــك آمــــــــــــنّـه

على سيرة عقايدنه  نحبكم يا ابـن داحـي البـاب
فتشنه بمحبتكم وماظـــــل علـى العيـن حجـاب
لا حب محترف طامع
 لا حب هاوي شبّ وغاب
حب المحترف عنده بتحـــقيـق الاربـاح حسـاب
وحب الهاوي يتنقّل ويه اهواه على ساعـه وذاب
الحب حبنا العلى الفطره العالمعتقـد بالالبـاب
روّاد الاصـول تگول  عاليعــــــتقـد مـا ينعـاب
حبيناكـم واحنـا ابيـن  الـرحــــــــــم والاصــلاب
على هاي العقيده نسير  الحاضر والمضـه والغآب
وعلى كل صوات من عدكم نرفع صوتنا بايجاب

بصوتك من صحت يحسين هل مِن ناصر لهالدين
مابيـن الاصـلاب احنـه  صحـــــــــنـا بيـك آمنّـه

ياحسيـن بضمايرنـه  صــــحنه بـــــيك آمــــــنّه
لا صيحة عواطف هاي ..... لا دعـوه ومجــرد رأي
هـذي مـن مبادئنـه صِحـنـه بــك آمــــــــــــنّـه

مر بينه علـى حبـك دور ..... لا يِـــــــنِّسـه ولا يِخفـه
مـن عدوانـك الچانـت ..... بينـه تريــــــــــــد تتشـفّـه
علينه افرضـو أحكـام ..... بـلا رحـــــــمـه ولا رأفـه
ثبتنـه بثقـه وبرهنّـه  للظالـم رغــــــــــــــم أنـفـه
چنّه من نجي نـزورك ..... علـى العـــــــادة المأتلفـه
يتحجـج علينـه ايريـد ..... يمنــــــــعنـه بألـف حرفـه
گال اللي يزور حسين ..... وله مهمـــــا يكـن ظرفـه
عليه ميّت ذهب يدفـع ..... رسـم ازيـــــارتـه ايكلفـه
دفعنه وكل شخص مِنّه ..... يشعـر بعــــــده مـا وفـه
شنهو الذهب شنهو المال ..... اليحب يتوطـن الحتفـه
رد گال اليزور حسين ..... من ايـده ينــگــطـع چفّـه
انطينه اچفوفنه وبالحال ..... ركــضنه نـزورك بلهفـه

عنك ما منعنه الخوف ..... گطعـو من ايدينـه چفـوف
مـن الالـم مـا صحنـه ..... صحنـه بيـــــــــــك آمنّـه

ياحسيـن بضمايرنـه  صــــحنه بـــــيك آمــــــنّه
لا صيحة عواطف هاي ..... لا دعـوه ومجــرد رأي
هـذي مـن مبادئنـه صِحـنـه بــك آمــــــــــــنّـه

عشت يا ابن النبـي فتـره  يصعــــب عاليحددهـا
مـات النبـي وعن ظنته جديـدة عهـــــــد مولدهـا
والنـاس ابكفـر وبديـن  مضـــــــطربـه عقايـدهـا
ولن حكم ابـن ابوسفيـان
 بـده للنظـــــــم يفسدهـا
ودين الدوله صح إسلام  يصــمّ احلـوگــ ويسدهـا
ياديـن وأميـر الشـام الهالچلـمـــــه يـرددهـا
مـا قاتلتكـم للصـوم 
لا حــــــــــــج لا محمـدهـا
بهالذهنيـه والمفهـوم الأمـــــــور خلافـه مهّدهـا
وعلى دين الملوك النـاس اشمـا تعــــبـد تقلدهـا
بهالرد الفعـل يحسيـن بهالفوضـــــــه التشاهدهـا
گمت وطلقت هالصرخه  المـا تــــتـأول الضدهـا
إن لـم يستقـم هالديـن گلتهـا واثبـــــــتـت عِدهـا
وبضد چلمتك لن صـوت  ارتفـع نيــــتـه ايفنّدهـا
صاحو لا صلاة لا صوم  الصلاة طاحت بمسجدها
صاحو أنزع وقتال  صحنه اقضي على مــلحدهـا
صاحو خارجي وصحنه يحسيـن انتــــــه سيّدهـا

صاحو اشركت يحسين صحنه انت اصول الديـن
صاحـو بيكـم اكفرنـه  صحنـه بيــــــــــــك آمـنّـه

ياحسيـن بضمايرنـه  صــــحنه بـــــيك آمــــــنّه
لا صيحة عواطف هاي .... لا دعـوه ومجــرد رأي
هـذي مـن مبادئنـه  صِحـنـه بــك آمــــــــــــنّـه

الخميس، 17 سبتمبر 2020

آية الله الصانعي

ولد آية اللّه الصانعي عام 1356هـ/1937م، في قرية نيك آباد من توابع مدينة اصفهان في أحضان أسرة علمية.

جدّه آية اللّه الحاج الملَّى يوسف، كان من العلماء المتقين الورعين في زمانه، ممَّن تتلمذ في الفلسفة على يد جهانگيرخان، وفي الفقه على يد آية اللّه العظمى الميرزا حبيب اللّه الرشتي. وكان من عشّاق الميرزا الشيرازي قائد حركة التنباك، وكان يروّج له، وكان رجلاً حراً أبياً يقف بوجه الخونة والحكام المتسلطين آنذاك.

والده حجة الاسلام الشيخ محمد علي الصانعي، كان عالماً زاهداً ورعاً، وكان يحثّ ولده باستمرار على الدراسة في الحوزة العلمية، ولهذا دخل الشيخ الحوزة العلمية في اصفهان عام 1365هـ / 1946م، حتى اذا تلقّى فيها الدروس التمهيدية والمقدمات من محضر علماء تلك الحوزة، قصد بلدة قم وحوزتها العلمية في عام 1370هـ / 1951م ليواصل دراسته فيها، فكان ذكاؤه وجديته، منذ أوائل عهده هناك، قد صنّفاه في عداد الطلاب الناجحين والمحترمين لدى شخصيات الحوزة آنذاك.

لقد نال الشيخ المرتبة الأولى في امتحانات مرحلة السطوح العالية في الحوزة عام 1375هـ / 1955م، فأخذ بتشجيعه المرحوم آية اللّه العظمى البروجردي (قدس سره).

وفي ذلك العام، أخذ يحضر دروس البحث الخارج للسيد الإمام الخميني(قدس سره) لما رأى فيه من خصوصيات وامتيازات تفرّد بها درسه. واستطاع بذكائه وحزمه أن يواصل دراسة الأصول والفقه لدى الإمام حتى عام 1383هـ / 1963م ليصبح أحد أبرز طلابه.

كان حضور الشيخ دروس الإمام الخميني (قدس سره) على مدى سنين واستقاؤه من معين بحثه، قد جعله يقف على الآراء الفقهية والأصولية للسيد الإمام(قدس سره) إلى حدّ تجاوز مجرد العلم والمعرفة إلى مستوى اللمس والشعور على حسب تعبير الشيخ نفسه.

وقد استطاع بحزمه وذكائه وتوفيق اللّه له أن ينال درجة الاجتهاد وهو في الثانية والعشرين. وبالإضافة إلى تلقّيه دروس الإمام، نهل الشيخ من معين أساتذة عظام آخرين، كآية اللّه العظمى البروجردي، وآية اللّه العظمى المحقق الداماد، وآية اللّه العظمى الأراكي (رحمهم اللّه).

في عام 1395هـ /1975م أخذ الشيخ بتدريس البحث الخارج بشكل رسمي مبتدأً بكتاب الزكاة، وذلك في مدرسة الحقاني (الشهيدين)، ومحاضرات دروسه مكتوبة بقلم اثنين من طلابه. وبابتداء دروس البحث الخارج للشيخ، راح عدد كبير من طلاب الحوزة ينهلون العلم منه، حيث أصبح العديد منهم من الباحثين المرموقين في الحوزة، ونال بعض آخر درجة الاجتهاد ليعملوا في الحوزات العلمية أو في مؤسسات الدولة في الجمهورية الإسلامية

مذكرات حردان التكريتي

مذكرات حردان عبد الغفار التكريتي
دونها وهو مقال من مناصبه في الجزائر وكانت احدى اسباب اغتياله وتصفيته في الكويت من قبل المخابرات العراقيه ) هذه المذكرات فيها فوائد, واسرار تاريخية حول ارهاب, ومؤامرات البعث الاسود من جرائم قتل, وتعذيب, وتهجير جماعي قل نظيرهما في الحكومات, و الانظمة السالفه, و على لسان احد اقرب الناس انذاك من الرئيس المقبور احمد حسن البكر واحد رموز وقادة ,ومؤسسين هذا الحزب الاسود. املا في استفادة الشعب العراقي وغيره من هذا الحقبة التاريخية الهامة من تاريخ العراق.


المقدمه :-

تعرفت على المرحوم حردان الحاج عبد الغفور التكريتي في المدرسة الابتدائية الوحيدة التي كانت في تكريت حتى مدينة سامراء الاثرية الشهيرة لقد كان المرحوم الطفل الاذكى بين كل اولاد الصف وكنا نهابه لبطشه وقوته …

واذكر انني كنت منذ الطفولة من اصدقائه والمقربين اليه فقد كانت المدرسة مقسمة بين حردان الحاج -كما كنا نسميه – والمرحوم عبد الله السوفي وكان كل واحد منا يجمع (( زلمته )) ويريد ان يفرض سيطرته على المدرسة كلها وكانت علاقات حردان غير طيبة مع المعلمين وقد تلقيت مرة صفعة شديدة منه عقب مبارات بكرة القدم اجرينها مع جماعة عبد الله جعلتني انسحب لمدة شهر كامل من(( زلامة)) حردان وانخرط في جماعة عبد الله ولكن الخوف ظل يلازمني طوال ذلك الى ان ((تبت )) الى حردان ودخلت مرة اخرى تحت (( بيرقه )).

لا اريد هنا التحدث عن تلك الفترة ولا عن الفترة التي تلتها في المدرسة الثانوية في سامراء ثم دخولنا الكلية في بغداد انما فقط اريد ان اكشف عن الصداقة المتينة التي كانت تربطني منذ الطفولة بالمرحوم حردان الحاج عبد الغفور والتي امتدت الى زمان رئاسته للاركان في عهد عبد السلام عارف ورئاسته للاركان في سنة 68 ثم توزيره بعد ذلك … وقد تنقلت في عدة مناصب هامة سنة 63 احلت بعدها الى التقاعد بعد الاطاحة بالبعث على يد عبد السلام عارف في 18 / تشرين الثاني 1963 . من ذلك اليوم عرفت ان مصيري يرتبط – شئت ام ابيت – بمصير المرحوم حردان الحاج عبد الغفور التكريتي فتوثقت صداقتي معه عندما كان انسانا عاديا خلال الفترة بين 63 الى 68 وفي الايام العصيبة التي عشناها بعد الاطاحة بالبعث كان المرحوم ياخذني الى بيت (( ابو هيثم )) احمد حسن البكر الواقع في محلة علي الصالح في بغداد وكان احمد حسن البكر يتظاهر اذ ذاك بانه بياع الحليب حيث كان قد اشترى بقرة – (( هايشة )) حسب التعبير العراقي الدارج – واعلن انه اعتزل السياسة نهائيا بعد قضاء 9 اشهر في رئاسة الوزراة العراقية في حكومة عبد السلام عارف . ولكن (( هايشه )) لم تكن الا تغطية للاجتماعات السرية التي كانت تتم في بيته ويتدارس فيها الامور ))

وفي احدى الاجتماعات التي حضرتها بدوري تقرر : - تنظيم اكبر عدد ممكن من الشباب العراقي واللبناني لانه كان قد حصل على (( مال )) من بيع احدى ممتلكاته كما تقرر اجراء اتصالات مع السياسين السابقين لاجل تدبير انقلاب عسكري ضد عبد الرحمن الذي قال عنه ابو هيثم انه (( اجبن )) رئيس يراه العراق في تاريخه . في غضون الايام الاولى من سنة 1965 ارسل صدام الى لبنان ليقوم بتنظيم الشباب اللبناني وليجري اتصالات مع بعض الدول بشان الانقلاب كما كلف بالتنسيق مع عفلق الذي كان انذاك يقيم في فرنسا وياتي الى بيروت بجواز سوري مزور باسم (( انطوان طعمة )) ولقد عرفت خلال اتصالاتي بابو هيثم الكثير من صفاته وعقده النفسية وترجع معرفتي به الى ايام المرحوم (( مولود مخلص التكريتي )) الذي كان يخطط لعشائر تكريت الاربعة الرئيسية لكي تصل الى مستوى السيطرة على العراق كله وكان لذلك ينظم شباب تكريت الذين كانوا يتلقون دروسهم في بغداد ينظمهم في الاحزاب السياسية بمختلف اتجاهاتها السياسية : اثنان في الحزب الشيوعي … اربعة في حزب البعث خمسة في الحزب الوطني الدمقراطي .. الخ ليضمن لنا الوصول الى الحكم عن اي طريق يحتمل . وفي الواقع فان الرئيس لم يكن ذكيا الى درجة ان يولي المرحوم مولود مخلص اهتماما كثيرا به ولكنه كان خبيثا الى درجة كبيرة ولانني لا اكتب مذكراتي الخاصة فانني لا اكشف عن مدى خباثة ابو هيثم وساكشفها في مذكراتي انشاء الله .

اما هذه المذكرات فهي تعتبر بحق تحليلا صادقا عن جزء متقلب من تاريخ العراق الدامي وانا وان كنت اختلف مع المرحوم صاحب المذكرات في بعض وجهات نظره ولكنني لن اغير فيها لان ضمير الذي ظل مستيقظا رغم الركام الكبير الذي يتحمله ويحملني على ان لا اخون كلمة واحدة من المذكرات التي لم اكن اعزم على نشرها بعد ان عرفت السلطات العراقية بها فاخذت تلاحقني وذلك حفظا على عائلتي التي تتالف من زوجتي وابنتي (( هدى )) و (( ابتسام )) وابني الصغير (( شاكر )) غير ان اقدام السلطات العراقية باغتيال اخي (( محمد طاهر التكريتي )) واعتقال رفاقي والملازم اول اسماعيل عبد الجبار غزاوي والعقيد هادي خماس والعقيد عبد العزيز احمد هو الذي دفعني الى نشرها رغم انني اعرض حياتي وحياة عائلتي لخطر جدي بذلك كما عرض المرحوم حياته للخطر وقدمها هدية متواضعة للشعب العراقي الذي لا اضن انه يكن كثيرا من العداء للمرحوم وقصة هذا المذكرات تبتدا من اليوم الذي وصل فيه المرحوم الى الجزائر العاصمه بعد اعفائه من مناصبه وترحيله الى هناك بعد رجوعه من جولة استجمامية في اسبانيا .. فقد بدا المرحوم يكتبها فور وصوله الى الجزائر ويسجل رؤوس نقاط المواظيع وعندما لتحقت به بعد ابعادي من العراق واعفائي من جميع مناصبي بسبب صداقتي الخاصة معه اخذ المرحوم يملي علي بعضها ويكتب هو القسم الاخر … انني في هذه المذكرات وان كنت اخون صداقتي الشخصية مع كبار قيادة البعث ولكنني حقا لا اخون ضميري الذي يعرفني ان السكوت على الجريمة جريمة كبرى لا يغفرها التاريخ . وطبعا ان هذا القسم هو جزء من ثلث المذكرات التي ستنشر تباعا وهي عبارة عن مجموعات احداث جرى تسجيلها بصورة متفرقة .


1 / اب / 1971
عبد الله طاهر التكريتي

المذكرات

حردان عبد الغفار التكريتي



بعد اسبوع واحد من حركة 30/ تموز / 68 ذهبت الى (( ابو هيثم )) احمد حسن البكر وقلت له بالحرف الواحد - : انا لا اشك في اننا يجب ان نبذل الكثير لكي نستمر في الحكم وقد يتم لنا ذلك ولكن الذي اشك فيه هو ان نظل مخلصين لبعضنا البعض ولهذا فان علينا- ان نحصل على ضمان لاستمرار صداقتنا الحاضرة … اجاب : - الا يكفي ان القوات المسلحة كلها تحت تصرفك الان ؟ . قلت - : ان الذي اخافه هو ان تطعني انا القوات المسلحة انت تعلم ان الزمان متغير . قال - : لا باس .. هل انت توافق على (( الحلف )) ؟ قلت موافق بمن تؤمن ؟ قال -: بمن تؤمن انت . قلت - : ابو حنيفة كيف ترى ان نحلف عنده ؟ قال اؤمن كثيرا بابو حنيفة ولكن اظن ان (( ابو الفاضل العباس ) بن علي المدفون في مدينة كربلاء خير من يمكن ان يشد تحالفنا كيف ترى ان نذهب اليه الليلة ؟ قلت ليس لدي مانع . الحقيقة فان ابو هيثم كان يبحث هو الاخر عن ضمان يحافظ على ولائنا له بعد ان تمت الخيانه برفيق انقلابنا الدكتور عبد الرزاق النايف وعلى ايدينا : انا وعماش والشيخلي . وفي تمام الساعة الثامنة من نفس الليلة ركبنا سيارة عادية متجهين نحو كربلاء وكنا اربعة : الرئيس و انا و احد المرافقين والسائق ولكي لا ينكشف الرئيس وانا فقد حملنا تابوتا فارغا على سقف السيارة باعتبارها جنازة عادية نحملها لدفنها في النجف . وكنا نلبس اذ ذاك (( الكوفية والعقال )) على الطريقة البدوية . وصلنا مدينة كربلاء في اللحظة التي كان خدام روضة العباس يشتغلون باقفال ابواب الصحن, ولذلك فقد حاولوا منعنا من الدخول وبعد اصرار جدي من قبلنا على اساس اننا بصراويون نريد التوجه الى النجف ليلا لدفن جنازتنا فتحوا لنا الابواب فتوجهنا نحو الراس ووضعنا الجنازة امامنا وبدانا نحلف وكانت العملية مخالفة للاعراف القائمة عند الشيعة في زيارة الجنائز لمرقد العباس مما اثار الشكوك لدى بعض الخدم فتقدم الينا قالا - : هل تريدون شيئا ؟. قلنا - : لا .. نريد ان نحلف فقط . قال - : تسمحون ان (( احلفكم )) ؟ قلنا - : لا نحن نعرف ذلك . فتركنا حيث حلفت انا اولا – ان لا اخون ابو هيثم وان واجهت ملء الدنيا ذهبا وفضة , وحلف هو ثانيا ان لا يخون بي كذلك … ولقد ارتحت كثيرا عندما تمت عملية (( الحلف المقدس )) فقد ظننت بسذاجة انني كسبت صداقة (( ابو هيثم )) الى الابد ولم اكن اعرف ان الحلف لم يكن الا خداعا جربته انا على نفسي واستسلمت له بناءا على اقتراحي انا ... والان اذ تعود الذاكرة الى تلك الليلة اتصور ان الحلف المقدس انما كان لخيانتي والا فلمادا سفرني الى هنا ؟ ولماذا بعد ذلك قتل زوجتي ؟ والطريف ان الرئيس حلف بعد اسبوعين فقط من بعد تلك الليلة مع صدام حسين للابقاء على الصداقة وجرى الحلف في نفس المكان الذي حلفنا فيه .. وعلى كل حال .. فقد انكشفت لعبتنا تلك الليلة وعرف احد الخدم ( ابو هيثم ) فتقدم اليه وطالبه ان يسمح له باعلام المحافظ ولكن ابو هيثم رفض ذلك باعتبار انه مستعجل للرجوع الى بغداد وفعلا فقد رجعنا الى بغداد ووصلنا الى القصر الجمهوري قبيل الفجر بلحظات . ويجدر بالذكر ان الرئيس رفض تلك الليلة ان يقوم بزيارة سيدنا الحسين رغم اصراري عليه مؤكدا بالحرف الواحد : انا لا اعتقد بالحسين فهو كان يستحق القتل بسبب تمرده على حكومة يزيد . وعندما قلت له - : ولكن العباس كان مع الحسين في كربلاء وقد قتل معه . وربما في سبيله ؟ قال -: هذا صحيح ولكني اعتقد ان الحسين غرر باخيه العباس .. فقد جلبه معه على اساس ان يصبح وليا للعهد , ولم يكن اخلاصه الا للنخوة العربية التي كان يتمتع بها . ولا ادري بالضبط من اين كان ياتي بمثل هذه النظريات التي كان يتحفنا بها من حين لاخر ؟ . ان التاريخ يكشف عن تفاصيل قضية الحسين ولكن الرئيس كان يصر على مخالفة التاريخ وليس هنا فقط بل في كل تحليلاته التاريخية تقريبا , فقد كان يعتقد مثلا ان الخوارج كانوا يمثلون الروح الثورية العربية وكان يقول : لو كنت في عصر علي ابن ابي طالب لما وسعني الا الانخراط في صفوف الخوارج . والواقع , فان الرئيس متاثر جدا بشخصية معاوية بن ابي سفيان , ولذلك فانه يحمل حقدا اسود لعلي بن ابي طالب وليس اهماله لمدينة النجف الا نتيجة هذا الحقد . واظن انه لا يعتقد بالعباس ايضا الا بمقدار ما يجلبه العباس له من ثقة اصدقائه و إلا فما معنى قتل زوجتي وابعاد اولادي واعفائي من جميع مناصبي كلها بشخطة قلم ؟.
صحيح انني قلت لرفاقي بعد العودة مباشرة من القاهرة التي حضرتها لامثل الرئيس في تشيع جنازة جمال عبد الناصر - : انني لا استطيع التعاون معهم طويلا بسبب التصرفات الخارجية غير المسؤلة التي جلبت لنا عداء كل الدول العربية وسبب الفساد العريض الذي يلف العراق كله . ولكن هل كان على الرئيس ان يناقشني في ذلك ؟ ام ان يعاملني معاملة عدو ؟ ولو فرضنا انني اصبحت عدوا – كما اتهموني – اريد التقارب مع مصر فهل زوجتي اصبحت عدوة ايضا ؟ فلماذا قتلوها وهي حامل ؟ فبعد تسفيري الى هنا ( الجزائر ) اخبروها ان عليها ان تلتحق بي في الجزائر , وانها يجب ان تقضي عمرها كله هنا وامروها بمغادرة العراق خلال ثلاثة ايام فقط , وامتثلت للاوامر , وحجزت مكان في الطائرة العراقية التي كانت ستتوجه الى هنا وفي المطار طالبوها بشهادة التطعيم ضد الكوليرا ولم تكن هي تحمل مثل ذلك , فأجبروها على التلقيح . ولكن ماذا كانت المادة التي لقحوها بها ؟ لقد كانت مادة قاتلة لم تعش بعدها الا ساعتين فقط , حيث لفظت انفاسها الاخيرة على متن الطائرة وحولها اولادي الستة الذين شاهدوا وفاتها لحظة بلحظة . وكم كان تاثيري عندما استقبلت زوجتي في مطار الجزائر الدولي , وهي جثة هامدة بلا حراك , وحولها اولادي الستة ينوحون , ويبكون . والواقع فان القضية لم تنته بقتل زوجتي وانما تعدت الى القيام بحملة اعتقالات ضد كل من كان ترطني به رابطة صداقة , وتم اعتقال ما لا يقل عن 300 من الضباط والمدنين حتى الان – حسب ما اعلم – وقتلوا ما لا يقل عن مائة منهم . كما مات اربعة منهم .

الفصل الثاني من المذكرات.

دورشركة نفط العراق البرطانية في انقلاب 30 / تموز

لقد سمعت وقرأت تفسيرات كثيرة عن اسباب انقلاب 17/ تموز / 68 وانقلاب 30 / تموز / 68 وكنت في كل مرة اشعر بالحاجة الى الضحك الطويل على ما يكتب في تفسير احداث المنطقة . ولهم الحق , فإن ما يجري وراء الكواليس ليس من النوع الذي يستطيع الجميع ان يكشفوه , انه مثل الحديث الصحفي الذي ليس للنشر .
ولقد اوضحت لـ(( ابو هيثم )) عدة مرات شعوري العميق بضرورة القيام بعمل , لانقاذ العراق من "استعمار الكواليس" -حسب تعبيري الخاص– وكل مرة كنت اواجه ضحكة عريضة منه , اسمع بعدها كلماته التي كانت تبدو متقطعة يقول باللهجة العراقية - : (( اشبيها الكواليس ؟ مو هيه اللي جاببتك عالوزارة , وجابتني عالرئاسة ... خليه مستورة )) .

ولو اني سئلت الان عن اسباب انقلاب 17 / تموز , وانقلاب 30 / تموز لما ترددت في الاشارة الى واشنطن كجواب على السؤال الاول , والى بريطانيا كجواب على السؤال الثاني.
فقد اعلن الرئيس السابق عبد الرحمن عارف , قبل انقلابنا بشهرين على تعديل في اتفاقيات النفط لصالح شركة "ايرب الفرنسية" وقد طلبني ابو هيثم عشية اعلان الحكومة عن هذا التعديل , وشرح لي اهمية هذا الاعلان , واثاره السيئة على علاقات كل من العراق – بريطانيا والعراق - امريكا . وذكر ان علينا ان نستغل هذا الوضع الجديد للقيام بعمل ما .

وجرت بعد ذلك اتصالات بيننا وبين صدام الذي كان اذ ذاك في بيروت , واخبرناه بضرورة اقامة حوار عاجل بينه وبين السفارة الامريكية , واخبرناه باجراء اتصال مع عفلق بهذا لشأن . وبعد اقل من اسبوع اخبرنا صدام بأن الحكومتين ابدتا استعدادهما للتعاون الى اقصى حد بشرطين :
الاول – ان نقدم لهما تعهدا خطيا بالعمل وفق ما يرسمونه لنا .
والثاني- ان نبرهن على قوتنا في الداخل وتقرر ان يقوم حزب البعث بتنظيم مظاهراة ضد عبد الرحمن عارف كتدليل على القوة.
وفعلا نظم الحزب تظاهرة ضخمة بالتعاون مع الشيوعين والدينيين , وكان يمشي امامها ابو هيثم وانا وعماش وبعض (( الرفاق )) . وقد اخبرتنا السفارة الامريكية في بيروت انها على استعداد للتعاون على ان (( نتساهل )) بعد نجاح الانقلاب في مسألة النفط مع الشركات الامريكية , ووافقنا على الشروط .
وبعد ثلاثة ايام جاءنا من السفارة الامريكية من يقول : ان علينا ان نتعاون مع آمر الحرس الجمهوري لعبد الرحمن عارف. عبد الرزاق النايف , وان علينا ان نمشي وفق الخطة التي سيرسمها لنا .
وقد التقينا به في سيارته الخاصة ليلة 12 / تموز / 68 , واتفقنا معه على كل شيء . ولا اريد هنا الخوض في كيفية وقوع الانقلاب , ولكن الذي ادهشنا جميعا ان الانقلاب نجح اسرع مما كنا نتصوره , فقد رفع عبد الرحمن عارف يديه علامة الاستسلام بمجرد ان اطلق جماعة عبد الرزاق النايف ثلاث طلقات خارج غرفته صباح يوم 17 / تموز . ولم تمر ستة ايام فقط على الانقلاب حتى اتصلت بنا السفارة البرطانية في بغداد بشكل سري وذكرت خطورة الاستمرار في السياسة التي اعلنها عبد الرزاق النايف بصفته رئيسا للوزراة في مؤتمره الصحفي الاول والاخير الذي عقده اثناء رئاسته للوزراة , والذي قال فيه : ان حكومته ستتخذ اتجاها مستقلا في قضايا النفط , وانها ستعيد النظر في كل الاتفقيات المعقودة بين العراق وبين شركات النفط.

وذكرت لنا السفارة انها مستعدة للتعاون معنا الى ابعد حد لاسقاط عبد الرزاق النايف , واصدقائه, واعطاء حزب البعث الذي كنا ننتمى اليه سلطات مطلقة للسيطرة على العراق. . .
وهكذا دبرنا انقلاب 30 تموز الذي اقصي فيه عبد الرزاق النايف , وزير الحربية , وقائد الاركان , ومجموعة من الوزراء . وبعد نجاح الانقلاب الذي قاده هذه المرة (( ابو هيثم )) نفسه وخططته شركة نفط العراق البريطانية , الغينا اتفاقية شركة (( ايرب )) الفرنسية الموسعة , واكتفينا معها بالاتفاقية المضيقة التي كانت حكومة عبد السلام عارف قد عقدتها في ذلك ان تلك الاتفاقية كانت ظالمة , واننا سنعيد النظر في كل الاتفاقيات . كما الغينا فيما بعد صفقة الطائرات التي كان قد وقعها عبد الرحمن عارف مع حكومة فرنسا , بحجة اننا لدينا طائرات حربية بقدر الكفاية . والجدير بالذكر ان تعين سعدون حمادي المهندس السابق في شركة نفط العراق وزيرا للنفط العراقي كان من قبل السفارة البريطانية في بغداد وهو ليس من حزب البعث , و أنما هو مجرد مهندس سابق في الشركة المذكورة ويعتبر حتى الان اقوى الوزراء إطلاقا وقرارته تنفذ من قبل الجميع .

قصة مؤامرتنا . . . وقضايا ايلول

يجب علي ان اعترف بأن آ مال (( ابو هيثم )) عريضة جدا , وهذا ما يحمله على ان يبدد اموال العراق في موارد لا طائل تحتها طلاقا .

وكمثال على ذلك فهو يعتقد ان على حزب البعث ان يبسط نفوذه على كافة الدول العربية , في اقل من عشر سنوات . ولكن عن اي طريق ؟

طبعا الانقلاب العسكري هو اقصر الطرق في نظره ولكن حتى الانقلاب العسكري يحتاج الى تمهيدات قد تستمر سنوات غير ان (( الرئيس )) يعتقد ان (( المال )) هو خير تمهيد لذلك .

اما التخطيط الذي يسير عليه حزب البعث في تحقيق الامال العسلية , فيعتمد على النقاط الرئيسة التالية:

1 – لا بد من السعي قبل كل شيء لانتزاع القيادة من القاهرة , باعتبار ان الدور القيادي للقاهرة قد انتهى , وذلك بالطرق التالية:
واحد: اتخاذ مواقف ثورية متطرفة في القضايا العربية , والاستفادة من ذلك اعلاميا لكسب اكبر عدد ممكن من الشباب في العالم العربي , الى جانب الحزب الحاكم .

إثنين: شراء الصحف الناصرية التي تصدر في خارج مصر , صحيفة صحيفة , لتحويل الناصرين الى بعثيين او على الاقل مسيرين من قبل البعث .

ثلاثة: شراء اعداء النظام الناصري , من المصرين وغير المصرين لحشدهم ضد مصر , ومن ثم لجعل القاهرة امام عدو داخلي يلهيه عن التعرض للبعث .

ويعتقد ابو هيثم تبعا لعفلق ان وضع مصر بعد الهزيمة سيمكن البعث من انتزاع القيادة منها الى الابد , وذلك لان العجز الاقتصادي في مصر وارتباطاته الدولية تمنعها من التغلغل كالسابق في الدول العربية مما يفتح مجالا لحزب البعث للقيام بدور مماثل .

2 – القيام بتنظيم حزبي داخل كل الدول العربية لادخال اكبر عدد ممكن في الحزب وتحريكهم وقت الحاجة .
وقد تم حتى الان بعض الخطوات لتحقيق ذلك , وعهد الى السفارات العراقية في العواصم العربية القيام بذلك خاصة ما يتعلق بشراء الصحف والقيام بتنطيم الشباب .
و كتجربة أولية فشل ابو هيثم في القضية , اذ بعد قبول عبد الناصر بمشروع "روجرز" اجرت حكومتنا اتصالات سريعة مع سفاراتنا في الدول العربية لتنظيم مظاهرات معادية ضد عبد الناصر , واعطيت لهم الصلاحيات التامة في صرف اي كمية من الاموال في ذلك , ولكن قلة المنظمين – بالفتح – في تلك العواصم جعلتنا نمنى بفشل كبير في تنظيم المسيرات الا في بعض القرى اللبنانية .

لكن آمال ابو هيثم تمنعه لم من الرجوع عن خطته لنقل القيادة من مصر الى بغداد , ولا يزال يصرف حتى الان مليون ومائتي الف دينار عراقي شهريا في لبنان فقط , كما لا يزال يصرف 950 الف دينار عراقي شهريا في سوريا , و860 الف دينار في القاهرة , و 900 الف دينار في الاردن و500 الف دينار في اليمن الجنوبية وما يقارب من ذلك في الجزائر .. ما عدا الاموال التي تصرف لامور طارئة كتنظيم مظاهرات..

3 – القيام بتدخل عسكري في الاردن لقلب نظام الملك حسين او العمل لقيام انقلاب موال للحزب ثم التآمر بعد ذلك على البعث السوري , ثم على لبنان لاحياء مشروع الهلال الخصيب , مما يعطي الحزب – بعد نجاح المشروع – قدرة تحرك واسعة في كافة الدول العربية . والحقيقة ان هذه الخطط لم تأت بأية نتائج سوى ان بعض الحكومات المجاورة مثل الكويت بدأت تتخوف منا , ومن ثم تعطينا بعض التنازلات في القضايا التي لا تمس أمنها .
والخطط تبدو صبيانية الى درجة ما , ولكن اية خطة من خطط ابو هيثم لم تكن كذلك ؟ . لقد كلفتنا معاداة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الكثير الكثير سياسيا و ماديا ولم تكن نتائجها إلا عكسية لما كنا نتوقع , ولكن ابو هيثم كان – وربما لا يزال – يصر على متابعة المعاداة حتى يتم انتزاع القيادة من القاهرة ولا اظن ان (( الرئيس )) ينسى الخسارات الكبيرة التي تكلفناها بسبب محاولة الانقلاب الفاشلة التي دبرناها ضد حكم الرئيس نور الدين الاتاسي ؟ .
كما لا اظن انه ينسى الخسارة المعنوية التي تحملناها بسبب موقفنا غير المشرف من المقاومة الفلسطينية في حوادث ايلول الشهيرة ؟ .
والرئيس – كما قلت – رجل آمال عراض تبتدىء ولا تنتهي ولذلك فهو ماض في سياسته مهما كلفه الامر . وهنا لا بد لي من توضيح موقفنا من قضايا الاردن .. هذا الموقف الذي جرنا عشر سنوات الى الوراء , والذي كان احد الاسباب غير المباشرة لاعفائي من مناصبي .

فقد كانت خطتنا مبنية على اساس ضرورة التعاون مع الملك حسين , لضمان بقاء الجيش العراقي في الاراضي الاردنية , ليس تحسبا لهجوم اسرائيل على العراق , فقد اتفقنا مع اسرائيل بعد شهر من انقلاب 30 / تموز وبالضبط 29 / آب / 68 , على عدم شن اي هجوم على جيشنا أو على العراق في مقابل عدم اشتراك الجيش العراقي في اي عملية ضد اسرائيل , او حتى في صد اي هجوم على الاردن , وفي مقابل السماح لليهود العراقين بالهجرة الى اسرائيل عن طريق قبرص .
هذا الاتفاق الذي تم بيننا وبين اسرائيل عن طريق عفلق و (( اللورد سيف )) عميد الصهيونية في لندن . في مدينة باريس قد احترمه الجانبان حتى الان , فلم تشن اسرائيل اي هجوم بعده على جيشنا , ولم يشترك هذا الجيش في اي عملية ضد اسرائيل , كما اعطي الرئيس في بيان رسمي كافة حقوق المواطنة للجالية اليهودية بما في ذلك حق الهجرة الى خارج العراق , اي الى اسرائيل وإنما كنا نريد بقاء الجيش هناك الاستكمال سلسلة مؤامرات كنا نقوم باعدادها للقيام بانقلاب عسكري ضد الملك , بتدخل من القوات العراقية.


الفصل الثالث من مذكرات حردان عبد الغفور التكريتي

عندما بدأت القوات الاردنية بشن هجماتها ضد الفدائين كان رأيي أن نقوم برد فعل عنيف ازاء الاردن باعتبار ان ذلك سيكون في صالحنا . دعائيا على الاقل – ولكن الرئيس خالفني في ذلك , وأرسل مبعوثا شخصيا اجتمع بالملك حسين وابلغه ان الجيش العراقي لن يتدخل في القضايا الداخلية للاردن ( وكان ذلك من دون علمي ) ولكن الرئيس اقنعني بان الدعايات التي سنطلقها وفق الفدائين وضد الملك حسين ستعوض عن خيانة الفدائين الذي طالما وعدناهم بالوقوف الى جانبهم في كل الاحداث والتطورات . ففي الوقت الذي كان المبعوث العراقي يبلغ الملك بعدم تدخل الجيش العراقي , وفي الوقت الذي كانت الدبابات الاردنية تمر من وسط الجيش العراقي الى المنطقة الشمالية في الاردن لضرب الفدائين , كانت اجهزة اعلامنا تشن اعنف الحملات ضد الملك ونظامه . وفي غمرة الاحداث قال لي الرئيس - : ان الوضع الداخلي في الاردن سيساعدنا في تدبير انقلابنا ضده , وستعوض دعايتنا لصالح الفدائين عن تخلينا عنهم .

وأضاف - : في الواقع ان خطأ الملك يكمن في نقطة واحدة هي انه فتح المجال واسعا امام الفلسطينيين حتى اذا اصبحوا في وضع عسكري جيد , وأصبحت لهم مراكزهم الخاصة وحتى مطارهم الخاص , عاد ليضربهم الان .. ولو كان يفعل كما فعلنا من أول يوم , لجنب نفسه , ونظامه هذه المتاعب . وعلى اي حال ... فقد تطورت احداث الاردن وانهت المعارك الدامية – كما هو مشهور – بمؤتمر القمة العربي الذي قاطعناه , لنظهر امام الرأي العام العربي كمدافعين وحيدين عن الفدائين , وكرافضين لمهادنة النظام الاردني . وعندما انتهى كل شيء بتوقيع اتفاقية القاهرة الشهيرة, وعاد الفدائيون ممزقين منهوكي القوى , تلقينا رسالة من ياسر عرفات يعتب فيها على موقف الجيش العراقي . وأصبحنا في موضع حرج فالاقنعة بدأت تتساقط , وتعرينا أمام الرأي العام العربي , فاضطررنا الى اصدار بيان رسمي صادر عن مجلس قيادة الثورة يعترف فيه بعدم تدخل جيشنا لصالح الفدائين , وفي الوقت نفسه تضع عتب ذلك على الولايات المتحدة الامريكية , باعتبار انها كانت تستعد لتدخل العسكري في الاحداث مما كان يعني وقوع اجزاء جديدة من الوطن العربي تحت الاحتلال . اي ان حرصنا على الارض العربية هو الذي منعنا من التدخل هناك . وبالرغم من ان البيان صيغ بخبث رائع , فانه فشل في اقناع اي عربي بصحة وجهة نظرنا . وقد استغلته الاجهزة الناصرية كدليل على نفاقنا , وارتباطاتنا المشبوهة . هذا.. وبعد صلح الملك حسين مع الفدائين , هذا الصلح الذي كان انتصارا للملك , اصبحت القوات الاردنية اقوى مما كانت عليه قبل الاحداث , وأصبحت (( ثورتنا )) ضده ابعد من السابق بطبيعة الحال . وعندما عادت المياه الى مجاريها أبلغنا الملك أن على الجيش العراقي أن يتقيد بأوامر الجيش الاردني. وأن عليه ان يقلل من تغلغله داخل الاردن لان ذلك كان يقلق فعلا .. ولانه كان في وضع جيد لا يستطيع معه ان يساهم في وقت قريب في انقلاب ضد الملك – بعد اجراءات هذا الاخير - . قررنا سحب عشرين الف جندي من مجموع 27 الف جندي كانوا يرابطون في الجبهة , مع الاسلحة والذخائر . ورغم اننا حاولنا أن يتم الامر في سرية كاملة , ولكن بعض الاذاعات والصحف ذكرت ذلك , غير أن صمتنا عن تأيد الخبر , واستمرار اعلامنا كالسابق بشن حرب كلامية ضد العدوان , كل ذلك جعلنا لا نتضرر من سحب هذا العدد الضخم من الجبهة , الا اعلاميا وبشكل جزئي فقط . ولكني أنا , كنت الشخص الوحيد الذي تضررت حيث قرر ابو هيثم اعفائي من مناصبي لبعض مواقفي الوطنية ازاء الاحداث , وقد تم ذلك عندما كنت اقضي اجازة في اسبانيا .

قضية شط العرب , وبعض الامور الداخلية

بعد زيارة رسمية قمت بها الى ايران , بأقل من شهر , أعلنت الحكومة الايرانية فجأة الغاء اتفاقية شط العرب التي عمل بها اكثر من خمسة وعشرين عاما , بحجة انها اتفاقية ظالمة فرضها الاستعمار على كلا الجانبين , وطالبت بتوقيع معاهدة جديدة معها على اساس تقسيم الارباح بصورة متساوية . وأنا شخصيا لم أؤخذ بالموقف الجديد للحكومة الايرانية فقد كان المسؤلون الايرانيون قد نوهوا لي خلال وجودي في ايران بضرورة اعادة النظر في جملة من القضايا المعلقة بين البلدين , وضرورة التنسيق مع ايران في القضايا الاقتصادية والسياسية . وتقرر يومها أن تدرس الحكومة العراقية من جانبها الموضوع وتتخذ الاجراء المناسب لضمان حق الطرفين . ولكن التماهل من جانبنا , حمل الحكومة الايرانية على الغاء الاتفاقية بعد ثلاثة انذارات , وقد اثار ذلك احمد حسن البكر بصورة خاصة , لانه اعتبر قرار الالغاء إهانة شخصية له وعندما دعانا الى الاجتماع به في القصر الجمهوري , كان قد اتخذ مسبقا قرارا بشان الموقف شأنه في ذلك شأن كل قراراته التي كان يتخذها اولا ثم يدعونا الى دراسته على ضوء قراره وليس لاتخاذ القرارالمناسب . وفي الاجتماع بدأ يتكلم , كأنه يخطب في الجماهير مهددا باحتلال طهران , واسقاط حكومة الشاه , كما هدد بنسف المنشآت النفطية في عبدان , وضرب القواعد الجوية في ديزفول . ولكنني عندما ذكرت له أن ايران اقوى بكثير مما يمكن أن يتصوره اعتبر كلامي انحيازا لايران , وقال بسخرية - : يبدو أن مآدب الشاه الدسمة قد غيرت تفكيرك . ووضعت حد لهذا الحوار , قائلا - : ربما . ولا شك في انه لم يكن جادا في تهديداته . وإنما فقط كان يريد ايهامنا بأنه رجل قوي , - تماما مثلما كان يفعل هتلر – وكان علينا ان نشعره باننا فعلا بدأنا نشعر بقوته . والا كان يتخذ قرارات صارمه بحقنا . وعلى كل حال فقد اخبرنا , في ذلك الاجتماع بأنه يعتزم على شن حملات دعائية واسعة ضد ايران , وانه بذلك يحاول استخدام كافة المعادين للحكومة الايرانية , سواء من يعيش منهم داخل ايران ام خارجه في هذه الحملة الدعائية , وقال بالحرف الواحد . - : نستطيع ان نفجر ايران من الداخل , في هذا السبيل .. وسأبدأ بنفسي .. وقرر أن يلقي خطابا ناريا , في اي مناسبة متاحة يهاجم فيها الحكومة الايرانية , والشاه شخصيا باعتبار أن المعادين للحكومة الايرانية اذا عرفوا أن الحكومة المجاورة مستعدة لتصعيد الحملات ضد الشاه الى درجة كبيرة فانهم سيقومون بحركة انقلاب ضد الحكومة , وبمساعدة الحكومة العراقية يكون كل شيء على ما يرام !

وقد القى بنفسه خطابا ناريا هاجم فيه الحكومة الايرانية بعبارته الشهيرة : - (( بريء من العروبة والاسلام اذا نسيت هذا الموقف الدنيء )) وكان يقصد بذلك موقف الشاه من قضية شط العرب . كما اتهم الحكومة الايرانية بان هذا الموقف انما هو لاجل ان ينسحب الجيش العراقي من الجبهة ضد اسرائيل وينشغل بالقضايا الجانبية , وكان يرمي من وراء ذلك أن يجند الدول العربية في صف واحد ضد ايران . ولكن شيء من هذا لم يحدث ...

غير اننا استمررنا في حملاتنا الاذاعية والصحفية ضد ايران وكثيرا ما كانت تعوزنا المستندات , فكنا نخلق اخبارا لا صحة لها من قيام مظاهرات صاخبة موهومة في عربستان او طهران او كرمانشاه ومن تفجير قنابل موقوتة هنا وهناك من منظمات شعبية الخ . وقد وصل مستوى اعلامنا الى درجة ان كنا نعرض افلاما تلفزيونية عن بعض القرى العراقية تظهر فيها النساء بالزي الايراني القروي , وبعض الاطفال وهم يلبسون البسة ممزقة ونقول انها بعض مناطق طهران . وأذكر مرة ان الذاكرة لم تسعف مديرية الاذاعة والتلفزبون في انتاج افلام جيدة لعرضها على الشعب , فعرضت فيلما ظهرت فيه صورة الشاه , وقال المذيع : هذا هو الشاه ثم عرضت صورة شاة عليها علامة + , وظهرت تحتها عبارة شاة . وكانت نتجة هذه الحملات : ان الحكومة الايرانية جندت هي الاخرى طاقتها للدعاية ضدنا . وقد وقعنا من اجراء ذلك في (( ورطة )) ذلك لان حكمنا لم يكن قد تركزت اقدامه في الداخل بعد , وكانت نقمة الشعب من تصرفات أفراد الحزب الصبيانية تزداد يوما بعد يوم , بحيث ان كل ليلة كانت تمر علينا كنا نحس التاثير الكبير الذي كانت اذاعة اهواز تتركه على مشاعر الشعب . وهكذا انعكست الاية ضدنا فبتنا نخشى الانقلاب ! وتحسبا لاي طارىء اجرينا تنقلات واسعة في صفوف الضباط كما احلنا الكثير منهم الى التقاعد , وأسسنا دورة لتخريج الضباط من البعثين مدتها ثلاثة اشهر فقط , كان يتخرج منها الشاب وهو لا يعرف من امور الجيش الا كيف يتجسس على تحركات الضباط الكبار , وأمرنا كل الضباط بالتقيد باوامرافراد الحزب هؤلاء ...

كما جردنا الجيش من الذخيرة الحية , واستوردنا من بريطانية اذاعة خاصة لا تزال غير مستعملة وركزناها في القصر الجمهوري لاستعمالها وقت الحاجة . ومن ناحية اخرى وزعنا القواعد الجوية على خمسة عشر منطقة . وقررنا ابعاد المعسكرات المحيطة ببغداد ... وفي غضون الايام الاولى من هذه الاجراءات عشنا اياما عصيبة في القلق الكلي , والحذر , وقررنا التخلص من كل من يرفض التعاون الكلي معنا ,على اساس : - (( من لم يكن معنا فهو ضدنا )) وقمنا باعتقالات واسعة في صفوف مختلف الفئات . كما اعدمنا وجبات باسم التجسس والعمالة , بعد ان اجرى تعذيبهم في قصر النهاية على ايدي خبراء من المانيا الشرقية في التعذيب . وقمنا بمصادرة اموال كبار الملاك , بما في ذلك اموال جامعة الكوفة التي كانت تقدر بأكثر من 4035000 ديناروالتي كان مقررا لها ان تقام في مدينة الكوفة شرقي النجف واعتقلنا بعض المسؤلين عنها . واعتبر ابو هيثم الظروف مهيئة للقيام بتسفير الايرانين من العراق ودعونا لذلك الى الاجتماع في القصر الجمهوري حيث جرت محادثات بين بعض اعضاء مجلس قيادة الثورة بشأن ذلك . واقترح صالح مهدي عماش ان يجري تمشيط شامل لكل الحاملين للجنسية الايرانية , وتسفيرهم الى ايران ... وقال : - انها فرصة العمر , ويجب استغلالها للتخلص من الايرانين خلال شهر واحد فقط , وبذلك تخلق مشكلة كبرى لايران , لان الايرانين المقيمين في العراق يتجاوز عددهم النصف مليون نسمة , وهذا العدد الضخم يكفي اذا تحول الى لاجئين ان تخلق مشكلة كبرى لايران كما ان العملية ستوفر لنا اموالا ضخمة لاننا سنمنعهم من نقل اية نقود او حاجيات الى ايران ... وهذا يعني الملايين ..وتقرربعد مداولات ان يجري تعديل على اقتراح عماش بحيث يجري تسفيرالايرانيين على مراحل , وان يتم ذلك خلال الستة اشهر , وليس الشهر – كما اقترح عماش - . وهكذا ابتدأت السلطات الخاصة بتسفير الايرانيين بصورة جماعية بدءا من بغداد والكاظمية وانتهاء بالنجف وكربلاء .. والحلة والبصرة . ومن سؤ التقدير فقد وقعت حوادث التسفير قبل ايام قليلة من يوم (( الاربعين )) وهو اكبر موسم يقوم فيه العراقيون بزيارة مدفن سيدنا الحسين رضي الله عنه في مركز محافظة كربلاء , بأعداد هائلة تبلغ المليون نسمة بعض المرات . ويقومون هناك بتنظيم مسيرات عزائية كبيرة , قد تنقلب الى مسيرات ومظاهرات سياسية . وكان بهذه المناسبة : الشيخ محسن الحكيم كبير علماء الشيعة يقوم بزيارة المدينة مع الجماهير الغفيرة وما ان سمع بنبأ الاعتقالات حتى قطع زيارته لكربلاء عائدا الى النجف , احتجاجا على ذلك مما أثار الجموع التي كانت هناك , وبتنا ننتظر رد فعل عنيف من جانب الجماهير . ودعيت الى القصر الجمهوري لحل هذه المشكلة .. ودائما كانت القضية هكذا : فالحكومة كانت تتخذ قررات كيفية غير مدروسة حتى اذا واجهت مشاكل منتظرة او غير منتظرة تدعوني الى حلها , فأنا كما قال الرئيس مرة : (( حلال مشاكل البعث )) يومها سافرت الى كربلاء ومنها الى النجف للاجتماع بالشيخ محسن الحكيم في محاولة لمنع حدوث اية أزمة معه , وكان الوقت عصر يوم الاربعين 20 / صفر / 69 وتقرر بث اشاعة في كل الانحاء تفيد بأن الحكومة قد قررت الامتناع عن تسفير الايرانيين . مما هدأ فعلا من ثورة الجماهير التي كانت تحتشد في كربلاء , ومنع حدوث اي رد فعل . وقد حملت معي من بغداد تعليمات خاصة بشأن التفاوض مع الشيخ محسن الحكيم حول شط العرب , على الاساس التالي : أن يطلب الشيخ محسن الحكيم من الحكومة الايرانية الانسحاب عسكريا من ضفة الشط واحترام اتفاقية شط العرب القديمة , في مقابل الافراج عن كافة المعتقلين الايرانيين , والكف عن تسفير اي ايراني , وكنا نأمل بذلك , أن يطالب الشيخ محسن الحكيم حكومة الشاه الانسحاب , حتى اذا لم تستجيب له حكومه قمنا بحملة دعائية جديدة ضدها , ولا بد أن نربحها , ذلك لان الشعب الايراني كان له علاقة خاصة بالشيخ محسن الحكيم , وكانت للاخيرسلطة روحية كبيرة على كل الشيعة في العالم , مما كانت اثارته ضد ايران تعني كسب الشعب الايراني , وكافة الشيعة الى جانبنا .

وقبل أن اتوجه الى النجف طلبت من الرئيس أن يعطني صلاحيات واسعة لاتخاذ القرار الذي اراه مناسبا بشأن حمل الشيخ محسن الحكيم على الوقوف معنا .. في الصراع مع ايران .. وأجاب طلبي . رغم مخالفة عماش لذلك . وفي النجف أجتمعت بالشيخ الحكيم في بيته وطلبت منه أن يكون الاجتماع مغلقا أي بيني وبينه فقط .. ونزل عند رغبتي . وقد جرت بيننا محادثات دامت أكثر من ساعتين ونصف الساعة , شعرت بعدها : أن الشيخ الحكيم قوي وذكي ألى درجة كبيرة , وأنه يؤمن باستمرار ولاء الشعب له , اكثر من اللازم . وفي المحادثات شرحت له : كيف ان الحكومة الايرانية تحاول جر الجيش العراقي الى معارك جانبية لالهائه عن فلسطين , وذكرت أن لدينا معلومات تؤكد ذلك . . ولكن الشيخ محسن كان اذكى من أن ينخدع بمثل هذه الامور فقد اجابني قائلا : - ان أي حرب لا يمكن أن تكسب الا بوجود جبهة داخلية قوية , واذا كانت هناك مثل هذه الجبهة فأن باستطاعة أية حكومة أن تحارب اقوى دولة , والايرانييون ليسوا مجرد جالية مهاجرة انهم عراقيون اصلا , ونسبا , ولكنهم عراقيون حرموا من الجنسية العراقية في العهود السابقة , والقيام بطردهم – بالاضافة الى أنه عمل غير انساني ومخالف لابسط المبادىء الانسانية – فأن من شأنه أن يضعف الجبهة الداخلية التي انتم بأمس الحاجة اليها . وأَضاف : لنفرض أن الحكومة الايرانية ظالمة خمسمائة بالمائة فما شأن الايرانيين العزل المسالمين الذين ولدوا .. وربوا .. وعاشوا في العراق , بموقف ايران ؟

هذا وأثار بالاضافة الى ذلك قضية اعتقال بعض السياسين من امثال البزاز وغيره , كما اثار قضية القرار الذي اتخذته القيادتان القومية والقطرية في 4 / نيسان / 69 والذي ينص بـ(( ضرورة القضاء على الرجعية الدينية باعتبارها العقبة الكبرى في طريق مسيرة الحزب )) وقد انكرت القرار في أول الامر , ولكنه أخرج لي مجلة (( العمل الشعبي )) عدد 7 / نيسان / 69 وأراني الفقرة كما جاءت في القرار .. فذكرت له انه لا علم لي بالقرار , وأنني سأبحث الموضوع مع مجلس قيادة الثورة , ثم طالبته لتسوية كل ذلك أن يطالب ايران باحترام اتفاقية شط العرب السابقة , ووافق الشيخ محسن على ذلك بشرط واحد وهو : أن تطلب الحكومة العراقية هذا الامر منه رسميا وبتوقيع من شخص رئيس الجمهورية العراقية حتى يحق له التدخل في القضية .. بالاضافة الى الكف عن عمليات الارهاب والاعتقال , و الافراج عن المساجين الذين كان عددهم انذاك خمسة وعشرين الف سجين , وأنني افكر الان ان ذلك كان نابعا من ذكاء الشيخ الحكيم الذي عرض علينا شروطا تعجيزية حتى يتهرب من الوساطة , وأعتمادا على الصلاحيات الواسعة التي كانت لي فقد وافقت على الشروط لانني رأيت ان عدم الموافقة سيكلفنا كثيرا , ذلك لان الشيخ محسن سيقف اذ ذاك ضدنا , مما يعني أن يصبح لخططنا مردود عكسي , فنخسر نحن الشعب الايراني , من دون ان نكسب الشعب العراقي ايضا. ورجعت الى بغداد , واجتمعت فور وصولي الى ابو هيثم واخبرته بكل ما جرى , ولكن رفض بشكل قاطع أن يطلب رسميا من الشيخ الحكيم التدخل لحساب العراق , باعتبار ان طلب الحكومة ذلك بصورة رسمية من مقام غير مسؤول رسميا سيحط من هيبة السلطة , اذ يعني فشل الحكم في حل مشكلة الحدود , وتشبثه بمقام غير حاكم .. بالاضافة الى ان ذلك – في نظر ابو هيثم – كان يعزز من مكانة رجال الدين , وهذا ما كان يتناقض مع مهمتنا في الحكم .. وعبثا حاولت اقناعه بوجهة نظري التي كانت تقوم على اساس عدم خلق مشاكل داخلية مع وجود مشاكل خارجية ... وبدلا من ان تنفرج الازمة اشتدت بشكل رهيب , فقد فتحت حكومتنا اربع جبهات في وقت واحد : جبهة ضد العناصر السياسية أمثال عبد الرحمن البزاز وعبد العزيز العقيلي , وطاهر يحيى ... الخ . وجبهة ضد الايرانيين المقيمين الذين بدأنا باعتقالهم جماعات جماعات وجبهة ثالثة ضد ايران . وجبهة رابعة رجال الدين مع ما كان لهولاء من سلطة كبيرة على قطاعات واسعة من الشعب ولكن الرئيس كان مصمما على خوض الجبهات الاربع معتبرا ذلك كسبا عربيا !

وقد أنهكتنا جبهة رجال الدين أكثر من غيرها من الجبهات ذلك لاننا بعد ان قطعنا الامل من كسب قضية شط العرب بعد رفض طلب الشيخ الحكيم بدأنا بالانتقام من بعض رجال الدين الذين قاموا ضدنا بعد 18 / ايلول / 63 , والذين وقفوا الى جانب الشيخ الحكيم واعتقلنا في يوم واحد خمسة من كبار رجال الدين , لاتهامهم بالعمالة والتجسس , وانتزاع الاعترافات منهم ,في محاولة بشن هجوم كاسح عليهم , وتصفيتهم نهائيا داخل العراق . وقد ادخلنا الكثير منهم في قصر النهاية , وهو القصر الخصوصي الذي كان يسكنه عبد الاله ولي عهد الملك فيصل الثاني , وقد تحول القصر الى مركز تعذيب كبير للسياسيين ورجال الدين , والاكراد , وبعض التجار فيما كنا ننتزع الاعترافات القسرية بالعمالة والتجسس , التي ضحك العالم علينا , بفعلها !

ويعلم الله انني لم اكن راضيا باجراء التعذيبات ولكن ماذا كنا نستطيع أن نفعل بغير ذلك لتصفية الحسابات مع المعذبين ( بالفتح ) ؟ وهل كانت هناك طريقة اخرى لتبرير الاعتقالات , والاعدامات ؟ ان ما فعلناه كان نسخة طبق الاصل لما فعله ستالين , وكان نجاحه في تصفية مناوئية يغرينا بذلك ولكن رجال الدين عندنا لم يعترفوا بشيء مما كنا نطالب به بالرغم من كل اساليب التعذيب المختلفة التي مارسنها معهم , والتي كانت من ابسطها التعليق بالمروحة منكوسا لمدة 24 ساعة كاملة . وقد مات واحد منهم وهو الشيخ عبد العزيز البدري تحت التعذيب ووصلت انباء مقتله الى خارج العراق مما اثار جبهات واسعة ضدنا , كما ان تعذيب واحد اخر منهم وهو الشيخ حسن الشيرازي أثار كل شيعة العالم تقريبا , فوصلت الى مقر قيادة الثورة ما يقرب من بضعة الاف برقية استنكار بشأنه من داخل العراق وخارجه كما قامت ضدنا مظاهرات في الهند وباكستان وايران . وفي غمرة حملات الاعتقال التي كانت تتصاعد بصورة مستمرة سالت احمد حسن البكر : - الى متى ستمضي بنا الاعتقالات ؟ فأجاب - : الى ان يفرغ العراق لحكمنا .. أليست خطوة حكيمة ؟ قلت - : قد يكون .. ولكن العالم لا يستطيع أن يهضم هذه الفكرة . فقال المهم اننا نستطيع ان نهضمها . قلت ان كثرة المعتقلين سيثقل كاهل الحكومة . فقال سنزيد من الضرائب .. وسنامر باعطاء وجبة طعام واحدة للمسجون كل اربع وعشرين ساعة .. هذا يكفي . واضاف بلهجة تكريتية خاصة : (( خليهم يموتون هالتي سية .. شنو عبالك راح انجيبهم بالقصر الجمهوري ونيمهم على المنادر ؟ )) .

الفصل الرابع

بعد مضي أقل من شهر من اعتقال بعض كبار رجال الدين الشيعة سافر الشيخ محسن الحكيم الى بغداد بحجة المرض , وكان يقصد بذلك عرض القوة التي كان يتمتع بها وفعلا لقد جاءت اليه الوفود من كل مكان وعندما زاره أثنان من مسؤلينا موفدين من قبل الرئيس خاطبهم بلهجة قاسية مطالبا اياهم الافراج الفوري عن رجال الدين , والكف عن ملاحقة آخرين . وقد اثارهذا الامر ابو هيثم , مما دفعه الى اتخاذ قرار بالقضاء على المرجعية الشيعية قضاء كاملا في انحاء العالم ودعانا الى الاجتماع به حيث كلف لجنة مؤلفة من : طه الجزراوي . وناظم كزار .وعبد الوهاب كريم . وشبلي العيسمي وصالح مهدي عماش بوضع خطة لذلك , وذكر : ان نجاحنا في ضرب المرجعية الشيعية سيمكننا من التحرك كما نريد لانه سيصفي لنا الجو بالتخلص من اكبر قدرة لا مصلحة لها في التقرب من الحكم – كما ظهر الان – وهي قدرة تتمتع بسلطة كبيرة على الشعب , ولا تبالي بالموت وثورة العشرين ضد الاستعمار البريطاني اكبر دليل على ذلك .. ثم اخرج من فتحة الطاولة التي كان يضع فيها مسدسه الخاص ذا اللون الاسود
رسالة جوابية من عفلق حيث يظهر انها كانت بشأن المرجعية الشيعية التي بدأت تقلق بال الحكومة , وتثير في وجهها بعض الصعوبات وقد قرأ الرسالة التي ذكر فيها عفلق انه سيصل الى بغداد قريبا , ليبحث الموضوع في كافة جوانبه.

وفعلا فقد وصل بعد أقل من أسبوع من تاريخ الرسالة , واستقبلناه اسقبالا دافئا اشتركنا فيه جميعا – سوى الرئيس – ولكنا لم نعلن عن وروده الا بعد يومين , لان ذلك كان ضروريا للحفاض على حياته نظرا لسمعته غير الطيبه لدى العراقين , الذين كانوا يحملونه مسؤولية اجراءات الحكومة العنيفة .

وقد بقي في العراق ثمانية أيام سافر بعدها الى لبنان لقضاء فترة الصيف , بعد أن حصل على جواز سفر دبلوماسي من الدرجة الاولى .. كما حصل على مثل ذلك ابنته البالغة من العمر أحد عشر سنة فقط وخلال وجوده في العراق جرى مناقشة الخطة التي وضعها كل من : طه الجزراوي وناظم كزار وعبد الوهاب كريم , وشبلي العيسمي , وصالح مهدي عماش , واتفق على الخطوات التالية :
أ – استمرار الحملة ضد رجال الدين , و أعتقال اكبر عدد ممكن منهم , والاعلان عنهم كجواسيس يعملون لحساب ايران , بدل اسرائيل ذلك لان عمالة رجال الدين لاسرائيل امر لا يمكن تصديقة , ولكن ما دامت ايران دولة شيعية فأن من المحتمل تصديق عمالتهم لايران .
وقد تم في تنفيذ ذلك :
1- أعتقال اكثر من مائتي رجل دين في النجف وكربلاء .
2-انتزاع اعترافات من بعض السياسيين بشأن تعاون رجال الدين معهم في التجسس .

3 – التسلل الى صفوف رجال الدين الشيعة في محاولة لاحتوائهم , وضرب بعضهم ببعض ..
4 – اختلاق مجموعة رجال دين مزورين , وفرضهم على الشعب باعتبار انهم الذين يمثلون رجال الدين الواقعيين والتعامل معهم كممثلين وحيدين عن التشيع .
وقد تم في تنفيذ ذلك :
1- أدخلنا ما يقرب من 150 شاب بعثي في صفوف رجال الدين .

2- فرضنا على الناس التعامل مع الذين تعينهم الحكومة , وليس رجال الدين الحقيقين , ولذلك فقد تقرر إلغاء شهادة رجال الدين كلهم الا اذا تجددت من قبل رجال الدين الذين عيناهم نحن .

3- حاولنا اغتيال موسى الصدر في بيروت بعد ان قام بتحركات ضدنا – تمهيدا لتعين احد عملائنا خلفا له كرئيس للمجلس الشيعي الاعلى .

4- أرسلنا الشيخ علي كاشف الغطاء – وهو عميل تقليدي للحكومات العراقية على اختلاف اتجاهاتها , وغير مؤيد من قبل الشعب اطلاقا – ارسلناه الى بيروت وجندنا كافة وسائل الاعلام لالقاء الضوء عليه كمرجع أعلى للطائفة الشيعية .

د- القيام باغتيالات فردية في صفوف رجال الدين القانطين في ايران .. لبنان ..الهند .. باكستان .. أفغانستان .. وفي تنفيذ ذلك قمنا بمحاولتين فاشلتين الاولى – تتعلق باغتيال الشيخ محمد شريعتي في باكستنان , والثاني – تتعلق باغتيال الشيخ رجب احمد في الهند , ولكننا نجحنا في اغتيال الشيخ عبد الامين الصالح في الهند .

ه – تقليص نشاطات رجال الدين وحصرها في إقامة الصلوات واعطاء المسائل الشرعية وذلك بالغاء اجازات مدارسهم , ومستشفياتهم ومكاتبهم العامة .. سواء التي حصلو عليها من حكومات سابقة او من حكومتنا , ومصادرة اموالها او تجميد ارصدتها.

اولا – إن الشعب زاده من تمسكه برجال الدين في اول بيان اصدرناه عن عمالة رجال الدين . فقد التف الشعب أكثر حول الشيخ محسن الحكيم عندما اتهمنا ابنه الاكبر الشيخ مهدي بالتجسس لحساب الملا مصطفى البرزاني , الذي اتهمناه بدوره بالعمالة لحساب الصهيونية العالمية والاستخبارات المركزية .

ثانيا – لم يعترف اي رجل دين بالعمالة رغم ثقل التعذيب الذي تحملوه , وقد مات عدد منهم في مستشفى اليرموك بفعل التعذيب من دون أن يعترف بالمسرحية التي طالبناه بالاعتراف بها ..

ثالثا – لم يتجاوب الشعب مع الذين زورناهم في رجال الدين , بل انهم أخذوا يواجهون التحقير والازدراء من قبله. ذلك لان تكوين الشعب العراقي لا يسمح بنجاح التزوير في رجال الدين خاصة الشيعة الذين لا يرتبط رجال دينهم بالدولة اطلاقا , لانهم لا يعيشون على أموال الدولة .

رابعا – طوينا خطة اغتيال موسى الصدر في لبنان بعد ان نصحنا الكثيرون من اصدقائتا بذلك . باعتبار أن الامر في بيروت يختلف عنه في بغداد , وأن القضية هناك لا بد أن تنكشف مما سيثير غالبية اللبنانين ضد حكمنا نظرا للشعبية التي يتمتع بها موسى الصدر بينهم , والصفة الرسمية التي يحملها .. ( وأظن أن امكانية اعادة الخطة امر وارد في حساب ابو هيثم ) .

خامسا – لم ننجح في اعطاء الشيخ كاشف الغطاء صفة المرجع الاعلى , بعد ان فشل في مؤتمره الصحفي الذي عقده بفندق كارلتون في بيروت , وبعد أن نشرت ضده المناشير الكثيرة وعن عمالته سابقا لقاسم , ومن بعده لعبد السلام ثم لعبد الرحمن , من جهات شعبية كثيرة ... وكلفتنا سفرته مع ما رافقتها من ملابسات , واموال صرفت على الصحفيين وبعض السياسيين , كلفنا اكثر من عشرين الف دينار .. ولكن بلا اي نتائج , بل ان بيان السفارة العراقية بشأن أن الشيخ كاشف الغطاء هو المرجع الاعلى سبب لنا ازمة سياسية ... وبالرغم من كل هذا الفشل الذريع , فقد اصر – ولا يزال طبعا – ابو هيثم أن نمضي قدما في حرب المرجعية الشيعية .. وهنا لا بد من التذكير بنقطة هي اكثر خططنا فشلا كانت هي التي يضعها , ويصر على تنفيذها ابو هيثم , ذلك لانه لم يكن يقبل المناقشة , أو النقد , فقد كان يمارس الدكتاتورية معنا جميعا ,وفي مثل هذه الصورة هل نستطيع أن نخالف آرائه ؟
إن المشكلة لم تكن فقط في دكتاتوريته , وانما في نقطة اخرى انه كان – ولا يزال – ربما – سيىء الظن , وشكاكا الى ابعد الحدود. فقد كان يشك بعض الاوقات حتى في ابنه هيثم وزوجتة الحاجة – كما كنا نسميها – وقد ذكر لي مرة أنه بدأ يشك في ((هيثم )) وقال بالحرف الواحد – اخاف أن يفعل بي ما فعل ابن المتوكل بأبيه ووضعه لعدة مرات تحت المراقبة , كما أرسله مرة الى لبنان واناط الرقابة عليه على السفارة العراقية في بيروت . ولم يكن سؤ الظن ينتهي بسهولة , اذا كثيرا ما كان يودي بحياة أحدنا .. مثلا شك الرئيس مرة بعبد الوهاب كريم , عضو القيادتين القومية والقطرية , بسبب نصيحته التي أسداها اليه بشأن القوميين الذين كان من رأي عبد الوهاب ضرورة التعاون معهم بدل اعتقال زعمائهم أمثال (( صديق شنشل )) فوضع خطة لاغتياله عن طريق جماعة صدام (( ميليشيا الفداء )) وتم تنفيذ الخطة بشارع الجمهورية ببغداد حيث قتل باطلاق (( مجهولين )) النار عليه , ثم اعلنت وسائل الاعلام عن مقتله بحادث اصطدام , وانعقدت الفواتح على روحه , واعلن الحداد عليه ثلاثة أيام . ولاجل ذلك كان علينا أن نصادق على خططه مهما بدت فاشلة , وقد ابديت انا استيائي من هذا الوضع الى بعض الزملاء , وعلى الاخص سعدون غيدان الذي بدى انه مستاء جدا مثلي . وديكتاتورية الرئيس لم تكن مستورة , فقد بدأ الشعب كله يتذمر منها , لان الدكتاتورية الفردية لا تحتاج الى ابواق لتكشف عنها .. فهي تكشف نفسها بحوادث يومية تقع هنا وهناك .اليس يتسائل الشعب مثلا عما اذا كانت وزارة العراق التي تضم 25 وزيرا تختلف عن بقية الوزارات ؟ بل هذه الوزاراة لم تجتمع مرة واحدة خلال كل المدة التي اعقبت 17 تموز ؟ إن الشعب الذي يستمع اليوم الى الاذاعات . ويطالع المجلات العالمية , والذي يسمع ويقرأ أن الوزارة الكذائية في البلد الكذائي اجتمعت اجتماعا عاديا أو استثنائيا ألا يتسائل لماذا لا تجتمع وزاراتنا لا عاديا ولا استثنائيا؟


تصفية الحسابات مع الاعداء


بعد انتهاء دور (( شبكات التجسس )) في تبرير اعداماتنا جاء دور (( مؤامرات لقلب نظام الحكم )) , وكانت أول (( مؤامرة )) موهومة دبرها لنا الجنرال بختيار , بعد وصوله بأسبوعين هي المؤامرة التي اتهمنا فيها ايران و واغلقنا على أثرها السفارة الايرانية والقنصلية الايرانية في البصرة وكربلاء . تلك المؤامرة التي راح ضحيتها 87 شخصا وليس 42 شخص كما اعلنا . والواقع فاننا التقطنا الاعداء كلهم من جميع انحاء العراق وكان اكثرهم من القوميين وبعض البعثين جناح سوريا (( وبعض الملاكين )) وبعض أعداء بريطانيا واعدمناهم في ليلة واحدة , ولم تكن محكمة الثورة التي عقدناها )) إلا كذبا , وقد قررنا بعد انتهاء دور (( المؤامرة )) ان نصفي اعداء الخارج ولم تنفع كل المحاولات التي بذلناها لمنع حدوث ذلك ... فبعد الاعدامات تلقينا رسائل من جملة الدول العربية تنصحنا بضبط النفس . لان الامر يتم على حساب السمعة العربية في العالم .. ولذلك فقد تم اعدام جماعات اخرين سرا .. وهنا لابد من توضيح نقطة وهي دوري في تخفيف التوتر العالمي في تلك الاعدامات , فقد كلفت بعدها بالسفر الى بيروت لمباركة خطوات الحكومة بشأن المؤامرة المزعومة تمهيدا للكشف عن مؤامرات اخرى .

وقد وضعت تحت تصرفي في هذه السفرة خمسة وسبعين ألف دينار لتوزيعها على اصحاب الصحف والمجلات هناك . كما كلفت بالاتصال بالسفير البريطاني لمطالبته بمنع الصحف والمجلات البريطانية عن التعليق على انباء المحاكمات نظرا للتاثير السيء الذي كانت تتركه على سمعتنا إذاعة لندن , بنشرها مقالات تلك الصحف والمجلات .


الفصل الخامس


حردان عبد الغفار التكريتي - المذكرات : -

قد جاءت زيارتي الى بيروت رسمية بناءا على طلبي أنا وقد تقرر أن أعقد هناك مؤتمرا صحفيا ولكني امتنعت عن الاجابة عن اي سؤال بعد التعرف على الجريدة وهويتها – وقد احرجتني الصحف اليسارية وخاصة صحيفة النداء الشيوعية التي احرجتني في قضية اعتقالات قمنا بها في صفوف الشيوعين ولكن المؤتمر اعتبر ناجحا , وقد تلقيت تهنئة أخوية من رفاقي الذين ابدوا اعجابهم بالتبريرات التي ذكرتها للاعدامات بالرغم من الصعوبة الضميرية التي كنت اعانيها مع كل كلمة كنت الفظها في الموتمر .
ولكن بعض السفراء العرب ومنهم سفير ليبيا نصحني بالابتعاد عن هذا النوع من التصفيات التي قال : انها تسىء الى سمعة الدول الثورية كلها , لانها ستعرف العالم ان كلمة الثورية تعني الدم , والارهاب , والقتل الجماعي ... ولقد تقرر في اجتماع عقدناه مع ابو هيثم أن يتم تصفية الافراد بالاغتيالات الفردية .

وفعلا فقد افرجنا عن كثير من السياسين الذين كانوا ينتظرون الاعدام , تمهيدا لاغتالهم من قبل (( مليشا الفداء )) التي يشرف عليها صدام شخصيا . والجدير بالذكر : أن المعتقلين السياسين يتعرضون لتعذيبات يومية تقريبا , وقد تم توزيعهم على بيوت خاصة جرى شراؤها في أنحاء القطر كله.

الاسئلة التي أجاب عليها حردان عبد الغفار .

سؤال :- هل يمكن ان تعود الى التعاون مع ابو هيثم مرة اخرى ؟

الجواب : - لست من الرجال الذين يضعون كرامتهم الخاصة في معرض البيع لم يكن عفويا , فقد تذمرت مرات من الوضع الارهابي القائم وذكرت أيضا انني لا استطيع ان أتعاون معهم طويلا .

سؤال :- لو قدر لأبو هيثم أن يحكم العراق طويلا فكيف ستكون في نظرك صورة الوضع القائم ؟

جواب :- لا شك أن الصراع سيطول لعدة سنوات بين ابو هيثم وبين رفاقة . ولكن الدهاء الذي يتصف به ابو هيثم سيمكنه من الانتصار على كل من ينازله المعركة . وأظن أن أول وجه سيسقط هو وجه صدام حسين لأنه اقوى منافسي أبو هيثم وأكثرهم شراسة ودموية .. أما الوجه الثاني فهو وجه صالح مهدي عماش , والوجه الاخر – باستثناء سعدون حمادي – ستسقط في وجبتين أو ثلاثة ليس أكثر . وبعد ذلك فلن يدوم وجه أبو هيثم نفسه , لان بريطانيا اليوم غير بريطانيا الأمس : فهي تبدل الوجوه بسرعة , بينما كانت سابقا تحب الوجوه العتيقة .

سؤال :- وماذا عن عفلق ؟

جواب :- في نظري : لن يكون مصيره في العراق خيرا من مصيره في سوريا .وهو يعرف ذلك جيدا , وبسبب ما يعرف لا يقيم في العراق أكثر من خمسة وعشرين يوما في كل زيارة .

سؤال : - هل أن هناك توترا بين الحكم وبين عفلق كما تقول بعض الصحف ؟

جواب : - يسود توتر عاتم منذ منتصف عام 1969 العلاقات بين عفلق وبين الرئيس , ويعود سبب هذا التوتر الى قضية تهريب خمسين مليون دينار عراقي الى بنوك سويسرا وباريس , حيث تم الايداع عن طريق عفلق ولكن ظهر أن هذا الاخير لم يودعها باسم الحزب , كما كان مقررا , وانما اودعها بأسمه الخاص , مما اثار غضب الرئيس . لأن معنى ايداع الأموال باسم عفلق أنه لا يحق لأي من الحاكمين التصرف فيها إلا اذا شاء عفلق , ولأنه يعني أن اي من اعضاء الحزب لا يستطيع الاستفادة منها اذا ما وقع انقلاب في بغداد . وقد جرت عدة محاولات لاعادة ايداعها باسم الحزب الا ان عفلق رفض ذلك مبررا موقفه بأنه هو الذي اسس حزب البعث , ومن ثم فهو الذي مكن ابو هيثم واعضاء الحزب من بلع اموال الحزب .. وقد بلغ الأمر بعفلق الى التهديد بكشف الاوراق في مؤتمر صحفي يعقده في بيروت . . ولولا التلطيفات التي قام بها صديقه صدام حسين لنفذ تهديده .

سؤال :- كيف ترى بيان 11 آذار ؟

جواب : - في الواقع ان الاكراد استطاعوا بصمودهم البطولي خلال قرن كامل أن يركعوا الحكم الى درجة بتنا نخشى أن يؤدي استمرار الحرب الى سقوط بغداد بايدي الملا مصطفى البرزاني . .. وقد بلغ معدل ضحايا الجيش العراقي قبل شهور من بيان 11 آذار 325 بين قتيل وجريح اسبوعيا . وبعد أن قمنا بمحاولة أخيرة للقضاء على المقاومة قبل 11 آذار بشهرين فقط , وفشلنا فيها قررنا إجراء مفاوضات مع الملا , لأنهاء القتال لأن ذلك كان سيعطينا فرصة طويلة للبقاء في الحكم .

وكان القصد من المفاوضات اعطاء الملا كل التنازلات التي يريدها , في محاولة لاحتوائه أو انقلاب عسكري ضده , ولكنه كان اقوى , واذكى وأكثر تمرسا بأساليب السياسية والعسكرية , ولذلك فقد اشترط في بند سري من بنود البيان بقاء (( 25 )) الف جندي من جنود "البيش مركه" تحت السلاح , وقد اعطيناه ذلك ولكن قررنا أن نستغل فترة إنهاء الحرب لادخال عناصر من جماعة (( جلال الطالباني )) وهو عدو تقليدي للملا في جماعة الملا . , والقيام لاغتياله عند اللزوم , فالحرب لا يمكن أن يطبق بيان 11 آذار بكامل بنوده لأن ذلك يعني اعطاء أضخم حقول البترول العراقية للأكراد , وهو حقل كركوك , وذلك يعني إفلاس الحكومة تقريبا .
من هنا , فقد قرر الحزب القيام باحدى الخطتين : -

1 – أما اعلان الغاء اتفاقية آذار ضمن حملة عسكرية ضخمة تقوم بها القوات العراقية , وانهاء قضية الحكومة اللامركزية التي يطالب بها الملا .

2 – أو القيام بتوطين عائلات عربية في المناطق الكردية قبل اجراء احصاء عام فيها , الأمر الذي سيمكن الحزب من بقاء سيطرته قانونيا في تلك المناطق . وللحقيقة فان حكمنا لم يكن مخلصا للاكراد في اي يوم ولن يستطيع ان يصبح مخلصا لهم في المستقبل اطلاقا . . وسيكتشف الاكراد ذلك ان لم يكن قد اكتشفوه فعلا .

سؤال – اتسم حكم البعث في سنة 63 – وسنة 68 – 70 – بالأزمات المعيشية فهل ذلك نتيجة فقدان الخبرة الأدارية أم شيء آخر ؟ .

جواب : - الحقيقة ان بريطانيا التي ذاقت من الشعب العراقي الأمرين في ايام حكمها , ابتداءا من ثورة العشرين وانتهاءا بانتفاضة رشيد عالي الكيلاني , تحاول الانتقام منه الآن . وذلك عن طريق اتباع السياسة التي اتبعتها في الهند في أيام غاندي , والتي تلخصها بسياسة الأذلال والأفقار . فمن ناحية تجري في العراق الان عملية الاذلال , بالتضييق عليه في امس حاجاته الضرورية كالمواد الغذائية , والأدوية والآلات الطبية , والتضيق عليه في السفر والجنسية والتضيق عليه في الجندية , والتضيق عليه بالبوليس السري الذي بلغ عدده ( سنة 1970 الى 15 ألف جندي , ما عدا رجال الأمن , والاستخبارات العسكرية . فقانون الاصلاح الزراعي الذي سنه عبد الكريم قاسم , وطبقته من بعده حكومات عبد السلام وعبد الرحمن عارف لم يكن في صالح العراق اطلاقا , وقد سبب هذا (( الاصلاح )) غير المدروس انهيارا للزراعة العراقية ومن ثم في الاقتصاد العراقي كله ,لأن اقتصاد العراق يعتمد على امرين :

النفط والزراعة , ومع انهيار الزراعة كان من المفروض تقليل الضرائب ولكن الذي حدث هو عكس ذلك تماما فقد رفعت حكومتنا بالذات قيمة الضرائب , خاصة ما يتعلق منها بالمواد الضرورية 25 % لأن الحكومة تعتقد ان 30 % من واردات العراق يجب ان تصرف في النشاطات الحزبية , فكلما قلت الواردات تصعد هي الضريبة أو تفرض الضرائب العكسية , مثل التي فرضت على المؤسسات الأهلية على اساس ان على كل مؤسسة ان تدفع ضريبة معينة ابتداءا من تأسيسها , وإن كان ذلك قبل مائة سنة مثلا عليها ان تدفع عشرة دنانير عن كل شهر من شهور العشرين سنة الماضية . تصوروا ان واردات العراق تبلغ الان اكثر من 900 مليون دينار عراقي , ومع ذلك فان الحكومة تفرض ضرائب بمعدل 10 % على كل فلاح يملك 10 اشجار , او 10 رؤوس غنم .

سؤال :- هل يمكن معالجة الوضع ؟ .

جواب : - اذا كانت هناك حكومة برلمانية ذات قاعدة شعبية فانها تستطيع ان تنفذ برنامج اصلاحية , ولكن مع فقدان القاعدة الشعبية الصادقة لا تستطيع اية حكومة ان تقوم بذلك في العراق إلا على حساب رؤساء الحكومة انفسهم , ذلك لأن مشكلة المخابرات البريطانية , انها تقول للحكومة التي تأتي بها هي : انك حكومة حرة افعلي ما تشائين , حتى اذا ظهرت بوادر اتجاه الحكومة نحو الاصلاح ضربت بها عرض الحائط فالحكومة التي تأتي على قطار انكليزي , لا بد ان تظل مخلصة ليس للمصالح البريطانية فقط , وإنما للنيات البريطانية ايضا إذا ارادت البقاء , وما دام الحزب لا ينوي الذهاب فهو ماض حتما في سياسة الاذلال والافقار الى النهاية .

سؤال : - كيف تصرف ال 30 % من واردات العراق على الحزب ؟

الجواب : - تنقسم مخصصات الحزب الى مخصصات الحزب في الداخل , والى مخصصات الحزب في الخارج , وبالرغم من ان الحزب في الداخل اكبر عدد من الحزب في الخارج فان الأموال التي تصرف في الخارج كثيرة وخيالية , وخاصة التي تصرف على افراد الحزب في الخليج , ولبنان . فبينما يصرف على كل حزبي في الداخل 18 دينار عراقي شهريا مقابل قيامه بنشاطات حزبية مستمرة , يبلغ معدل ما يصرف على الفرد الحزبي في الخارج 25 دينار . بالاضافة الى تكاليف سفرة مجانية الى العراق على متن طائرت ترايدنت , وبقاء شهر على حساب الدولة لكل من يدخل التنظيم في لبنان والخليج العربي .

سؤال : - هل هناك مشاريع لتوسيع الحزب في الخارج والداخل ؟

جواب :- مشاريع من هذا النوع اكثر من ان تحصى ويضم مكتب ابو هيثم ما لا يقل عن 23 ملفا كبيرا عن (( الخطط الخاصة )) كما يسميها ابو هيثم , وهي عبارة عن خطط لتمدد الحزب في الداخل والخارج . ولا بد من الاعتراف بأن الحزب يلاقي صعوبات ايديولوجية واسعة في جلب الشباب العراقيين الى الحزب اكثر من صعوبة جلب الشباب غير العراقيين اليه , لأن شعارات الحزب فقدت قيمتها بسبب الواقع الذي يواجهه , غير ان الحزب يعتمد الآن على الشباب غير العراقي ؟ .

سؤال : - كم هم عدد اعضاء الحزب ؟ .

جواب : - في الخارج لا اعرف بالضبط , و أقدر أنه لا يتجاوز الألف أما في الداخل فانه يقرب من 3500 فقط اكثرهم ممن يدخل الحزب للحصول على راتب 18 دينار للمعيشة , وكل هؤلاء من ذوي العاهة , والشذاذ , وقليلا ما ينخرط في الحزب شخص من العائلات الشريفة , لأن تقاليد الحزب تتنافى مع التقاليد التي تتمسك بها العائلات العراقية , فالشعب العراقي شعب متمسك بالدين , و يرفضه بسهولة .

سؤال : - ماذا تعني القيادة القطرية ؟ وماذا تعني القيادة القومية ؟ وماذا هي مسؤليتهما ؟ .

جواب : - يعتقد حزب البعث العراقي ان عليه ان يشكل امبراطورية بعثية على انقاض حكومات الشرق كلها , وهو لذلك يجعل شعاره الأول (( وحدة )) ثم تأتي من بعده (( الحرية )) ثم (( الاشتراكية )) . وتحقيقا للشعار الأول ينقسم الحزب الى قسمين :
ما يرتبط بالقضايا الداخلية , وما يرتبط بالقضايا الخارجية . وتتكون القيادة العراقية من افراد عراقيين غالبا , وأما القيادة القومية فانها تتكون من افراد غير عراقيين غالبا من امثال شبلي العيسمي ومحمد سليمان والياس فرح الخ , وتعطي لكل واحد منهم صلاحيات واسعة و كما تضع تحت تصرفهم امكانيات كبيرة للقيام بنشاطات حزبية داخل البلد الذي ينتمي اليه . والقيادة القومية تضم الان واحدا من مصر واثنين من السعودية واربعة من سوريا وثلاثة من لبنان , واربعة من الاردن وامرأة من المغرب . وقد جرى تصفية بعض الأعضاء الذين ظهر ولاؤهم للجناح السوري أمثال : حامد الجبوري , وأحمد محمد خالد وغيرهما . أما القيادة القطرية فان نشاطها يشمل الداخل والخارج معا , وهي تتألف الان ( 70 عام ) من 15 شخصا كلهم عراقيون , ولكنهم يخفون وجوههم تحسبا لأي طارىء. وقرارات القيادة القطرية تستمد من توصيات ميشيل عفلق , وتوجيهاته . . . وهذه القرارات تكون دائما سرية وليس ما يعلن عنها إلا تغطية للقرارات السرية التي يجري تنفيذها بصمت .بل قد لا يعلن عن شيء اطلاقا . . فقد اجتمعت القادة خلال ثلاثة اشهر من سنة 69 – 70 أكثر من خمس مرات , ولم يعلن عنها شيء ولكن اعطي مثالا عن قرارات الحزب اذكر ما يلي :

1 – قررت القيادة تحقيق شعار : (( كل شيء من اجل الدعاية )) بخلق جو اعلامي حول الحزب ومواقفه وخطواته , وقد اقتطع لذلك 80 % من برامج وسائل الأعلام : والاذاعة , والتلفزيون الصحف الخ لفرض التهريج للمشاريع , والمواقف الحزبية .

2 – وقررت القضاء على الروح الدينية في المجتمع العراقي وزرع روح الالحاد بدلا عنه , وقد اغلق لذلك كافة الدور الذي كانت تستورد الكتب الدينية , كما شددت الرقابة على المطبوعات والنشرات الدينية الى حدا كبير .
3 - وقررت احتكار الكلية العسكرية على البعثيين الملتزمين وقد امتنعت لذلك عن قبول أي معدل للدخول الى هذه الكلية , منذ سنة 68

الأربعاء، 16 سبتمبر 2020

صباح الحشمة

بسمة الصباح ... صباح الخير ... 
بالقطار المتجه الى الدول العربية جلس رجل كبير في السن يرتدي الثوب الابيض ويده تهذب ذقنه حتى جاء شاب و زوجته ليجلسا في المقعد المقابل لمقعده وكانت الزوجة في جمال البدر ضاحكة المبسم وهي تنفث من سيجارتها دخان رمادي يغطي لون بشرتها البيضاء وكأنها تسبح في الفضاء بقميص شفاف يكشف عن جسدها مع بنطال قصير يترك لقدميها استنشاق الهواء.حينها اتكأ الرجل الكبير على جانبه ووضع يده تحت ذقنه واخذ ينظر الى الزوجة بعد أن اقترب من مقعدها متفحصا اياها بأهات تنم عن الاعجاب.غضبت الزوجة فاخبرت زوجها فقال للرجل : احترم نفسك فأنت رجل كبير وعيب عليك.فرد الرجل بابتسامة قائلا لن اقول لك احترم نفسك ولن اعيب عليك جسد زوجتك المكشوف فانت حر في ذلك ولكن يا بني فانت تعرض زوجتك لتراها الاعين فكل شيء مكشوف من جسدها فهو من حقنا وما هو مستور فهذا من حقك اليس كذلك واذا كنت قد اقتربت من مقعد زوجتك اكثر ممن هو مسموح به فهذا بسبب ضعف نظري وانا اريد ان ارى بوضوح .قام الزوج واخذ زوجته الى مقعد اخر وسط اعجاب الركاب .في الشتاء تنخفض مناظر العري بسبب الخوف من البرد والمرض اليس من الافضل الخوف من الله؟ امراء بريطانيا كانوا في الماضي يرفضون ارتداء ما يخدش الجسد لانها خاصة بالرّقاصات. اوراق الشجر تتساقط في الشتاء لكي تكون الاغصان حطبا في النار كذلك الجسد العاري بعد أن يسقط عنه رداء الحشمة ... صباح الحشمة ... صباح الخير ...
حسين علي عبيدات

قصة الرمانة والامام المهدي

قصة الرمانة والإمام المهدي عج

لقد كانت بلاد البحرين – ولاتزال- آهلة بشيعة أهل البيت عليهم السلام ، وفي القرن السابع الهجري كان والي البحرين من النواصب والأعداء الألدّاء للشيعة ، وكان وزيره أخبث منه ، وأكثر بغضا للشيعة .

 في يوم من الأيام جاء الوزير للوالي برمانة مكتوب عليها : لا إله إلاّ الله ، محمد رسول الله ، وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي خلفاء رسول الله ) صلى الله عليه وآله وسلم فنظر الوالي إلى كتابة الرمانة ، فظن أنّ تلك الخطوط كتبت بقلم القدرة ، وليست من صنع البشر .
فقال للوزير : هذه آية بيّنة ، وحجّة قوية على إبطال مذهب الرافضة – يقصد الشيعة - .
فاقترح الوزير أن يجمع الوالي علماء الشيعة وشخصياتهم ، ويرويهم الرمانة ، فإن تخلوا عن مذهب التشيع واعتنقوا مذهب أهل السنة ، وتركهم بحالهم ،وإن أبوا إلاّ التمسك بمذهبهم ، خيّرهم بين ثلاثة أمور :

الأول : أن يدفعوا : الجزية ، كما يدفعها غير المسلمين من اليهود والنصاري والمجوس .
الثاني : أن يأتوا بجواب لردّ وتفنيد الكتابة الموجودة على الرمانة .
الثالث : أن يقتل الوالي رجالهم ، ويستحيي نساءهم وأولادهم ،  ويأخذ أموالهم بالغنيمة ! .

فأرسل الوالي إلى شخصيات الشيعة وأحضرهم ، وأراهم الرمّانة ، وخيّرهم بين الأمور الثلاثة المذكورة ، فطلبوا منه المهلة ثلاثة ايام .
فاجتمع رجالات الشيعة وأهل الحلّ والعقد ، يتذاكرون فيما بينهم حول كيفية التخلص من هذه المشكلة ، وبعد نقشات طويلة ، اختاروا من صلحائهم عشرة رجال ، واختاروا من العشرة ثلاثة ، وتقرر أن يخرج في كل ليلة واحد من الصلحاء إلى الصحراء ، ويستغيث بالإمام المهدي عليه السلام للتخلص من هذه المحنة .
فخرج أحدهم في الليلة الأولي ، فلم يتشرف بلقاء الإمام ولم تنحل المشكلة ، وهكذا حدث للثاني أيضا ، وفي الليلة الثالثة خرج الشيخ محمد بن عيسي الدمستاني  - وكان فاضلا تقيا – فخرج إلى الصحراء حافيا منكشف الرأس ، وقضى ساعات من الليل بالبكاء والتوسل والإستغاثة بالإمام المهدي عليه السلام لكي ينقذهم من هذه الورطة والبلاء . وفي الساعات الأخيرة من الليل ، حضر الإمام المهدي عليه السلام وخاطبه : يا محمد بن عيسي مالي أراك على هذه الحالة ؟ ولماذا خرجت إلى هذه البرية فامتنع الرجل أن يذكر حاجته إلاّ للإمام المهدي عليه السلام .

فقال له الإمام : أنا صاحب الأمر فاذكر حاجتك .

قال محمد بن عيسى : إن كنت صاحب الأمر فأنت تعلم قصّتي ، ولا حاجة إلى البيان والشرح .

فقال الإمام : نعم ، خرجت لما دهمكم من أمر الرّمانة ، وما كتب عليها .
فلما سمع محمد بن عيسي ذلك ، أقبل إلى الإمام ، وقال : نعم يا مولاي ، وتعلم ما أصابنا ، وأنت إمامنا وملاذنا ، والقادر على كشفه عنّا .

فقال الإمام : إنّ الوزير – لعنه الله – في داره شجرة رمّان ، فلما حملت تلك الشجرة ، صنع الوزير شيئا ( اي قالبا ) من الطين على شكل الرمانة، وجعله نصفين ، ونحت في داخله تلك الكلمات المذكورة ، ثم جعل رمّانة من الشجرة في تلك القالب ، وشدّ القالب على الرمّانة ، فلما نبتت الرمانة وكبرت ، دخل قشرها في تلك الكتابة المنحوتة .

قإذا مضيتم غدا إلى الوالي فقل له : جئتك بالجواب ، ولكنني لا أبديه إلاّ في دار الوزير ، فإذا مضيتم إلى داره ، فانظر عن يمينك ترى غرفة ، فقل للوالي : لا أجيبك إلاّ في تلك الغرفة ، وسيمتنع الوزير عن ذلك ، ولكن عليك بالإلحاح ، وحاول أن لا يدخل الوزير تلك الغرفة قبلك ، بل أدخل معه ، فإذا دخلت الغرفة رأيت كوّة فيها كيس أبيض ، فاذهب إليه وخذه ، فترى فيه تلك الطينة ( القالب ) التي عملها لهذه الحيلة ، وثم ضعها أمام الوزير ، ثم ضع الرّمانة فيها حتي ينكشف أنّ الرمانة على حجم القالب .

ثم قال الإمام عليه السلام ، يا محمد بن عيسي : قل للوالي : أنّ لنا معجزة أخرى ، وهي أنّ هذه الرّمانة ليس فيها إلاّ الرماد والدخان فإن أردت صحة هذا الخبر فأمر الوزير بكسرها ، فإذا كسرها طار الرماد والدخان على وجهه ولحيته !
وانتهى اللقاء ، ورجع محمد بن عيسى وقد غمره الفرح والسرور ، وانصرف إلى الشيعة يبشرهم بحلّ المشكلة .

وأصبح الصباح ومضوا إلى الوالي ، ونفذّ محمد بن عيسي كل ما أمره الإمام عليه السلام فسأله الوالي : من أخبرك بهذا ؟
قال : إمام زماننا ، وحجّة الله علينا !
فقال : ومن إمامكم ؟
فأخبره بالأئمة الإثني عشر واحد بعد واحد ، حتي انتهي إلى الإمام المهدي صاحب الزمان ( عجّل الله ظهوره ) .
فقال الوالي : مدّ يدك فأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمد عبده ورسوله ، وأنّ الخليفة بعده بلا فصل : أمير المؤمنين علي عليه السلام ثم أقرّ بالأئمة الطاهرين عليهم السلام ، وأمر بقتل الوزير ، واعتذر إلى أهل البحرين .
أيها القارئ الكريم : هذه القصّة مشهورة عند المؤمنين وخاصة عند أهل البحرين ، وقبر محمد بن عيسي في البحرين معروف يزوره الناس .

اشترك على التلكرام في قناة منتظرون

ثواب خدمة هذه القناة الئ أرواح المرحومين السيد حسين وولده السيد علاء ا

صعد لحم نزل فحم

⛔ صعد لحم ونزل فحم‼️

✋هل تعرف سبب اطلاق هذه المقولة الشهيرة⁉️

في يــوم 23 ذو الحجة من عــام 1385هـــ

 سقطت الطائرة المروحية التي تقل الرئيس العراقي عبد السلام عارف الجميلي بين القرنة والبصرة مما ادى الى وفاته . 

🔖 هذا الحادث جاء مباشرةً بعد زيارته للمرجع الاعلى في وقته السيد محسن الحكيم ( قدس سره ) 

 وكانت زيارته مجرد {مغثة} حسب التعبير الدارج حيث اصدر امراً بأن كل واردات المرجعية من الخمس والزكاة سوف تعود لخزينة الدولة ! !

 وهذا امر غير مقبول لاشرعاً ولا عقلاً ، ولم يحدث بتاتاً منذ تأسيس المرجعية ، حيث ان هذه الواردات تصرف لطلاب العلم ورواتب للعاملين وغيرها من الامور التي هي بيد الحاكم الشرعي للطائفة .

 حينها و بعد مغادرته سألوا المرجع الأعلى و زعيم عصره السيد محسن الحكيم ماذا سنفعل ؟؟ 

قال لهم السيد : لا عليكم سوف لن يعود ! 

وتوجه بعدها عبد السلام عارف الى البصرة وهناك خطب فيهم و تعنتر بعنتريات الخطابات القومچية المشهورة الصيت ونقل المحدثون انه قد بَـطَـن في خطابه حينها الإستهزاء ببعض كلمات أمـــير المؤمنــين فجمع على نفسه تطاولين .

 وبعد ان اكمل جولته واشفى غليله بهذه التصريحات وهذه القرارات صعد طائرته وطار ، ،  وفي طريق عودته وقبل ان يغادر اجواء البصرة  خطفته يد القدر  وسقطت طائرته بعد احتراقها في الجو … 

فإشتهرت منذ ذلك الحين تلك المقولة
صعد لحم نزل فحم . . 
ورددت لعقود طويلة شهادة على عاقبة من يتطاول ويتجاوز او يستهتر بمقدساتنا  ومرجعيتنا او يحاول 
النيل منها . 

[ الصورة المرفقة هي لطائرة عبدالسلام عارف بعد هبوطها في مسجد الكوفة ] .

#درع_المرجعية 
للإشتراك في قناتنا على التليگرام ↘ https://t.me/almarjieia

العقلاني والعاطفي

منقول
أنا مهندسة وقد تم تعييني في مكان مرموق 
تقدم للزواج مني زميل من زملائي.اسمه يوسف.
أنا شخصية عقلانية .. ولست عاطفية
بحثت مع أمي ظروفه 
ميسور الحال .. والداه محترمان. 
تم الزواج .
أغرقني بمشاعره .. التي لم أعرف كيف أستقبلها 
أنا شخصيه عقلانيه .. ومنهجيه .. أما  هو فشخص عاطفي جدا" لدرجة البكاء أحيانا".
أنجبت رقية .
هي ووالدها .. يحبان الأحضان .. والحركة .. ومتكلمان .. ويتحركان دوما. وليسا عقلانيين .!
وكنت أكره ذلك. 
ثم أنجبت ريهام .
مثلي تماما عقلانية  تتحدث بحساب .. أشعر معها بالارتياح. بصراحة أعترف أني كرهت من داخلي شخصية رقية .. لكن .. كان عندي أمل تتغير  .. لكثرة الانتقاد وتتحول لشخص هادئ.! لكن ما حدث هو أنها بقيت حركية....لم نتفق على شئ. كنت اكره ذلك!
كنت دوماً أقارن بين ريهام العاقلة وبين عشوائية الأخرى .. أو بالأحرى .. بين رزانة ريهام وتهور رقية 
زوجي كان أميل لرقية ..  وكان يصفني بالجفاء العاطفي. 
كنت أرتقي في عملي. سعيدة.  
لكني للاحظت مع تقدم البنات بالسن ميل رقية إلى أبيها وحضنه  وتباعدها عني وكرهها لانتقاداتي 
أما ريهام فهي مريحة وعاقلة. 
- لكن فجأة ! مات زوجي في حادث مروري .. 
وكانت رقية بالإعدادية .. وريهام سادس ابتدائي 
شعرت أن سهماً اخترقني 
رحيل الزوج بالفعل عصيب تذكرت جفائي معه ..
وشعرت بحرقة قلب .. لكن ....رقية منهارة تماما " وبعد الانهيار مندفعة ومتهورة وتشعر أنها بلا ضابط ولا رابط. وريهام حزينة. 
فوجئت ان رقية .. دوما في انعزال ..وتتباعد عني وعن أختها. أصرخ في وجهها .. تصرخ في وجهي!!!!
ثم مرة هددتني أن تترك البيت .. واتهمتني بعدم حبي لها. و بالفعل ..... تركت البيت...!
كنت كالمجنونة .. أبحث عنها .. إلى أن كلمني والد صديقتها وأخبرني بوجودها مع ابنته وزوجته. 
بكيت بحرقة .. ربما أكثر من يوم وفاة زوجي !
ما الذي ينفر هذه البنت مني؟ ؟ ؟
أنا محددة حازمة صارمة لكن لست طويلة اللسان ولا أضربها .. إلا نادرا"......!!
مثلها مثل أبيها نفس العاطفة المفرطة التي لا أحبها 
طلب والد صديقتها أن يراني ويتحدث معي. هو طبيب نفسي  قال لي أن رقية محبة أحضان 
وأنها تفتقدني وتشعر بكراهيتي لها وتفضيلي لريهام عليها. قلت له طبيعي لأن ريهام أعقل 
قال لي جملة عجيبة (رقية مختلفة عنك ..  أحبي اختلافها) أولادنا ليس من الضروري أن يشبهوننا....!
الحياة تحتاج الجميع 
(رقية مشوهة النظرة لنفسها وتقول أنك لا تحبينها)
شعرت بالضيق الشديد 
قلت للطبيب (أحبها والله لكن ...) قاطعني (ابنتك مختلفة الطباع عنك هذا ليس سوءاً فيها ).. 
لم اقتنع ! وعادت فأعطيتها محاضرة طويلة في الأدب .. وبكت كثيرا"
لاحظت بعدها انها أصبحت أكثر انعزالية .. ساكتة دوما" تحتضن ذكريات أبيها 
ريهام مريحة وتفهمني 
وأفكر دائماً؛؛؛؛؛؛
ما فائدة هؤلاء العاطفيين أنهم عبء على العقلانيين 
هي وأبوها الله يرحمه شخصيات مريعه.!!

مضت حياتنا في صراع.
 
تزوجت رقية من شخص عاطفي مثلها دوما" يقول لي يا ماما وانت مثل أمي. المهم أنها ذهبت من البيت 
ريهام حبيبتي تزوجت من دكتور بالجامعة. .. 
أصبحت وحدي. 
بعد فترة .. فاجأني السرطان. 
ردود ريهام العقلانية اهدأي تجلدي. 
رقية تبكي من أجلي. و تدعو الله لي كثيرا.  
عندي موعد الطبيب.  
رقية تحمل ابنها الرضيع وتكون عندي بسيارة زوجها قبل الموعد.  أما ريهام فتعتذر لأنها لديها تعب الحمل وأيضا" لا تستطيع ترك ابنها وحده!
أول مرة بحياتي 
وانا مريضة بالسرطان .. أعرف أن العواطف لها قيمة 
حضن رقية يهون عليّ آلامي. رغم أني لم أحبه.....أبدا" 
أشعر أني وأنا في الخمسين .. طفلة.............. 
زوج رقية يقول لي من قلبه سلامتك يا ماما. 
كيف كرهت العواطف والعاطفية؟ ؟؟ ؟.
ريهام حزينة .. لكن دعمها بحساب ..تماما" مثل شخصيتها 
أما رقية وزوجها دعمها وعطفهما بلا حساب ... !
- بكيت من قلبي وتذكرت سابق حياتي ........احتضنت رقية ...كم هو جميل حضنها...... بكت وبكيت.... 
هل في العمر متسع لأستمتع بما لم أفهمه؟ ؟ ؟
أم أن الأجل قد دنا.. ؟
دعوت الله من قلبي يارب اشفني وامنحني العمر كي أسعد بابنتي المختلفة عني. ..
وبالفعل تم شفائي والحمد لله رب العالمين. ..
أنا ورقية لا نفترق.......أشعر اني اكتشفت كنزا"..!!!
كلامها يؤنسني وحضنها يهدئني. 
 
لا تكرهوا اختلاف أولادكم .. بل أحبوا اختلافهم.... وتقربوا منهم
لا تشوهوا نظرتهم لأنفسهم بسبب أنهم لا يشبهونكم 
أنا ورقية نحيا أسعد أيامنا ...

منقووول

الأحد، 13 سبتمبر 2020

سر الإمارات الذي لا يعرفه احد

سر الإمارات الذي لايعرفه احد ... 
لا احد يعرف كيف لبلد مثل "الامارات" الصغير في مساحته التي لاتتعدى الـ(75) الف كم2 وعدد سكانه الاصلييين الذي لم يتجاوز حتى الان الـ(800) الف نسمة ، وعلى ارض ليس فيها من مستلزمات الحياة سوى الصحارى والسواحل الرملية والسبخ ... أن تشهد مثل هذه النهضة السريعة ؟!!

صحيح ان النفط تم استخراجه من هذا البلد في منتصف ستينيات القرن الماضي ، ولكن ٱبار النفط العربية سبقت ذلك بكثير ، وفي دول تملك كل مستلزمات النهوض فلم تنهض مثل العراق ...!! 
كان الشيخ زايد يحلم ان تكون دبي مثل بغداد ، فباتت بغداد تحلم ان تكون  مثل دبي ..!!

لابد من "سر" وراء ذلك فأمريكا  ومن ورائها اسرائيل لاتسمح لاي دولة عربية واسلامية ان تشهد نهضة ، وتستخدم كل ما تملك من ادوات لغرض التآمر عليها.
الامارات لاتملك تاريخاً سياسياً ولا حركات تحرير ، ولا مؤسسات ثقافية او فكرية ، وشعبها ما بين بدوي يهيم في البوادي او صياد سمك ولؤلؤ او فلاح في اراضِ ضيقة جداً، هل نفخ بها الشيخ زايد سورة "يس" لتصبح بين ليلة وضحاها مزدهرة بالبناء والاعمار ، وتمتلك واحداً من اكثر الاقتصاديات نمواً في غرب اسيا ..؟!!

الحقيقة ان اليهود وراء انشاء "مشروع  الامارات" حيث فكر "اغنياء اليهود" في الغرب وامريكا انشاء مستوطنة يهودية في الشرق الاوسط ترعى المصالح المالية وحركة التجارة دون الحاجة الى التعامل مع الدولة (الام ) لاسباب سياسية وغيرها, كما تفعل الصين الان حيث تستخدم هونغ كونغ او تايوان او مكاو في التعامل التجاري لمن لايرغب التعامل المباشر معها .
الاختيار كان دقيقاً حيث الموقع الجغرافي والاطلالات الطويلة على البحار والمحيطات ثم ان الامارات بلد صغير، ليس له من سجل في الازمات السياسية وغيرها مع بلدان المنطقة والعالم، وعدد سكانه يومها لايتجاوز الـ(200) موزعين على السواحل والصحاري والواحات المتناثرة ، كما انهم لايترددون في التعامل مع "الغرب" اسوة بدول الخليج المجاورة.

منذ عام 1971 وهو (عام التاسيس) ضمن الغرب تجزئة الامارات الى ست ثم الى سبع امارات ، ولكل امارة امير وجيش وشرطة وامن و ....الخ ، فيما امارة ابو ظبي تشغل اكثرمن ثلاثة ارباع المساحة ، ليسهل عليهم عدم استطاعتهم من تشكيل نواة دولة. 
حتى لو اسلمنا وفقاً للاحصاءات الرسمية ان عدد سكان الامارات "750" الف ، فماذا يساوي هذا بعدد الاجانب الذي يقطنون الامارات والبالغ عددهم (9) مليون نسمة من (200) جنسية و(150) قومية؟!! فحتى لو تحول جميع السكان الى جهاز مخابرات وامن وجيش لما تمكنوا من حماية بلدهم ..!! 

المذهل في دولة الامارات انك حين تدخل وكأنك في بلد اوربي او احد البلدان الاسيوية المتقدمة، حيث النظام الدقيق والتعامل المهني والانضباط العالي في النظام واناقة الشوارع والنظافة ولكن من الصعب ان تعثر على مواطن "اصلي" فجميع التعاملات التي تبدأ من المطار وحتى السكن، بيد "الاجانب" وهناك عرب من بلدان  مختلفة فيما لاتكاد تحصي عدد الرحلات عبر المطارات المنافسة لاكبر المطارات بالعالم، في السعة والخدمات  ولا عدد السفن والبواخر في الموانئ ، حتى تكاد تصاب بالذهول.

هل من المعقول ان هذا (البدوي ) البسيط في تفكيره ومديات تطلعاته ان يدير هذه الماكنة المعقدة ..؟!! 
الامارات عموماً وابو ظبي خصوصا تضم اعلى نسبة اثرياء في العالم حيث يقدر عددهم بـ"75" الف مليونير، فيما يشكل اليهود الاثرياء النسبة الاعلى فيهم، وهذا يعني توفير بيئة آمنة لهذا الخزين المالي الكبير .
لذا ليس غريباً ان من قاد محمد بن زايد من يده باتجاه اسرائيل هو المليونير اليهودي " حاييم سابان" ويسعى لالحاق محمد بن سلمان به.
الامارات ليست مجرد عمارات شاهقة وشوارع انيقة وحركة تجارة و(الان مصانع وورش)، انما مستوطنة للتآمر على الامة.

السؤال : 
ما حاجة الامارات ان تكون الدولة الخامسة في الانفاق على الاسلحة؟ ترى اين هو جيشها وعن اي حدود تدافع؟

 ان جميع الاسلحة سواء المعلن عن صفقاتها او غير المعلن يذهب الى التآمر على دول المنطقة حيث ليس هنالك من دول عربية او اسلامية في المنطقة الا وتجد ان الامارات داخلة على مشروعها الاقتصادي او السياسي او الامني وخلق الفوضى فيه، وان فوضى الربيع العربي، وما فيه من تداعيات وخسائر وضحايا لعبت ومازالت تلعب فيه الامارات الدور الاكبر ..!!

والسؤال :
 هل تمتلك اسرة ال زايد كل هذا العقل لتدير كل هذه الملفات المعقدة؟ هل من مصلحة مشايخ الامارات كل هذا التدخل الواسع في شؤون دول تبعد الاف الكيلو مترات عنها ؟ ماذا لو رد احد مشايخ الامارات :- ما شأننا وهذه الدول فقد انعم الله علينا بثروة النفط والموقع وهذه الاستثمارات الهائلة؟

 الجميع يعرف كيف سيكون مصيره ..!!

السؤال :
لماذا لايحكم اصحاب رؤوس الاموال دولة الامارات بشكل مباشر بدلاً من هذه (الاعراب )وعناوينها؟.

هذا السؤال يجيب عنه كتاب "اليهودي العالمي" لمؤلفه(هنري فورد) صاحب شركة فورد عام 1921 حيث يقول ان "اليهود يفضلون ان يقودوا العالم من الخلف".

سؤال اخر:
لماذا لم يختاروا اسرائيل بدلاً من الامارات وان يحركوا رؤوس الاموال خاصة وان ارض فلسطين وفيرة في ارضها وفي جمال طبيعتها ولها موقع جغرافي مهم واطلالة على البحر؟

 اسرائيل غير صالحة للاستثمار لانها (ساتر عسكري )ومهددة في كل لحظة  وغير مرغوب التعامل معها تجارياً في المنطقة، اي "غير مستقرة" وواجهة العمل فيها اليهود!!. 

الخلاصة : 
الإمارات عبارة عن مستوطنة إسرائيلية منذ عام1971...