الأحد، 25 أغسطس 2019

قصة و عبرة (ماء الوجه)

*🔹قِــصـَّــة وَ عـِـــبــــرَة🔹*

*قصه راقيه جداً.........*

*دخل رجلٌ غريبٌ لا يعرفه أحدٌ من جلساء حكيم ثري ،،*
*ُيعلم تلامذته ، ولا يبدو على الرجل مظهرُ طلابِ العلم، ولكنه بدا للوهلة الأولى كأنه *عزيزُ قومٍ أذلّتهُ الحياة!!*

*دخل وسلّم، وجلس حيث انتهى به المجلس، وأخذ يستمع للشيخ بأدبٍ وإنصات، وفي يده قارورةُ فيها ما يشبه الماء لا تفارقه.*

*قطع الشيخ العالمُ حديثه، والتفت إلى الرجل الغريب،* *وتفرّس في وجهه،*
*ثم سأله:*
*ألك حاجةٌ نقضيها لك؟! أم لك سؤال فنجيبك؟!*

*فقال الضيف: لا هذا ولا ذاك، وإنما أنا تاجر، سمعتُ عن علمك وخُلُقك ومروءتك، فجئتُ أبيعك هذه القارورةَ التي أقسمتُ ألّا أبيعَها إلا لمن يقدّر قيمتها، وأنت -دون ريبٍ- حقيقٌ بها وجدير...*
*قال الشيخ: ناولنيها، فناوله إياها، فأخذ الشيخ يتأملها ويحرك رأسه إعجاباً بها، ثم التفت إلى الضيف: فقال له: بكم تبيعها؟* *قال: بمئة دينار، فرد عليه الشيخ: هذا قليل عليها، سأعطيك مئةً وخمسين!!*
*فقال الضيف: بل مئةٌ كاملةٌ لا تزيد ولا تنقص.*
*فقال الشيخ لابنه: ادخل عند أمك وأحضر منها مئةَ دينار..*
*وفعلاً استلم الضيف المبلغ، ومضى في حال سبيله حامداً شاكراً،*
*ثم انفضَّ المجلسُ وخرج الحاضرون، وجميعهم متعجبون من هذا الماء الذي اشتراه شيخُهم بمئة دينار!!!*
*دخل الشيخ إلى مخدعه للنوم، ولكنّ الفضول دعا ولده إلى فحص القارورة ومعرفةِ ما فيها، حتى تأكد -بما لا يترك للشك مجالاً- أنه ماء عاديّ!!*
*فدخل إلى والده مسرعاً مندهشاً صارخاً:*
*يا حكيم الحكماء، لقد خدعك الغريب،* *فوالله ما زاد على أن باعك ماءً عادياً بمئة دينار، ولا أدري أأعجبُ من دهائه وخبثه، أم من طيبتك وتسرعك؟؟!!*
*فابتسم الشيخ الحكيم ضاحكاً، وقال لولده:*
*يا بني، لقد نظرتَ ببصرك فرأيتَه ماءً عاديّاً،*
*أما أنا، فقد نظرتُ ببصيرتي وخبرتي فرأيتُ الرجل جاء يحمل في القارورة ماءَ وجهه الذي أبَتْ عليه عزَّةُ نفسه أن يُريقَه أمام الحاضرين بالتذلُّل والسؤال،*
*وكانت له حاجةٌ إلى مبلغٍ يقضي به حاجته لا يريد أكثر منه.*
*والحمد لله الذي وفقني لإجابته وفَهْم مراده وحِفْظِ ماء وجهه أمام الحاضرين.*
*ولو أقسمتُ ألفَ مرّةٍ أنّ ما دفعتُه له فيه لقليل، لما حَنَثْتُ في يميني.*

*إن استطعتَ أن تفهم حاجةَ أخيك قبل أن يتكلم بها فافعل،*
*فذلك هو الأجملُ والأمثل...*

*تفقَّدْ على الدوام أهلك وجيرانك وأحبابك، فربما هم في ضيقٍ وحاجةٍ وعَوَزٍ، ولكن الحياء والعفاف وحفظَهم لماء وجوههم قد منعهم!!*

*فاقرأ حاجتهم قبل أن يتكلموا...*

*وما أجملَ قولَ من قال:*

*إذا لم تستطع أن تسمع صمْتَ أخيك، فلن تستطيع أن تسمع كلماتِه...*

❈❈❈❈❈❈❈❈

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق