لمن لا يعرف تفاصيل الخلافة العثمانية ..
إليكم هذا التقرير الدموي عن العائلة العثمانية ..
تاريخ اجرام السلاطين العثمانيين منذ عام 1270 للميلاد ؛ حين بدأ الحكّام العثمانيون بقتل أقرب المقربين إليهم من أجل السلطة..
و بدأ ذلك بالخلاف الذي نشب بعد وفاة أرطغرل بين ابنه عثمان و عمه دوندار، و انتهى بقتل عثمان لعمه واستيلائه على الحكم، ليقيم بعد ذلك الدولة العثمانية عام 1299، و يبدأ معه تاريخ القتل العائلي داخل الأسرة العثمانية الحاكمة.
و خلف أورهان والده عثمان الذي توفي عام 1324، من دون أن يقتل أياً من أشقائه أو أقربائه، لكن نجله مراد الأول قتل شقيقيه إبراهيم وخليل (وهما من أُمَّين أخريين)، ثم كوى، بتحريض من زوجته الأولى، عيني ولده ساوجي بالنار، و أعدمه حتى لا ينافس أولاده الآخرين على السلطة.
و لم يتردّد السلطان مراد، و هو على فراش الموت في معركة كوسوفو عام 1389، في إصدار تعليماته، حسب الرواية الرسمية، من أجل خنق نجله يعقوب حتى لا ينافس شقيقه بيازيد الأول، الذي اختاره مراد خليفة له، و من دون أن يراعي أحد ظروف مقتل يعقوب، الذي كان في ساحة المعركة مع الصرب، عندما استدعي إلى خيمة والده و هو على فراش الموت.
و دفع بيازيد ثمن غدره هذا بالوقوع في الأسر و استبعاده من الحكم من قبل المغولي تيمورلينك عام 1402، و قد كان له 6 أولاد من 3 زوجات: تركية و بلغارية و صربية. ليقع الخلاف و الاقتتال سريعاً بين هؤلاء الأولاد الستة، فقُتل 3 منهم و هرب آخران، و بقيت السلطة لمحمد الأول، الذي حكم حتى عام 1421. أراد محمد الأول، الذي كان مريضاً، أن يحمي ولده الصغير من غدر ولده الأكبر مراد الثاني، فأوصى بأن يذهبا إلى الدولة البيزنطية بعد وفاته، و هو ما لم يتحقق له؛
لأن مراد الثاني قتل عمه مصطفى و شقيقه مصطفى أيضاً بعدما استولى على السلطة، و كوى عيني شقيقه الأصغر يوسف.
و تُبين المعلومات أن السلاطين العشرة الذين حكموا الدولة العثمانية ما بين عامي 1299 و 1566 ميلادي قد قتلوا جميعاً أولادهم أو أشقاءهم أو أبناءهم من دون أي رحمة من أجل السلطة، و قد استمرت هذه «العادة» في العائلة العثمانية حتى انتهاء الحكم العثماني عام 1922،
فارتكب جميع السلاطين، و عددهم 36، باستثناء 9، جرائم عائلية.
و تبقى حكاية السلطان محمد الثاني، أي محمد الفاتح الذي فتح إسطنبول، و هو نجل مراد الثاني، لافتة، بعدما أصدر محمد أمراً شرعياً حلل فيه قتل السلطان لشقيقه من أجل وحدة الدولة ومصالحها العليا. أما قصة مراد الثالث، وهو نجل السلطان سليم الثاني، فهي الأكثر إثارة في عالم القتل و الغدر من أجل السياسة، إذ قتل أشقاءه الخمسة فور تنصيبه سلطاناً على البلاد خلفاً لوالده.
و لم يكن ولده محمد الثالث أقل إجراماً من والده مراد الثالث، بحيث قتل أشقاءه التسعة عشر فور تسلمه للسلطة ليصبح صاحب الرقم القياسي في هذا المجال. و لم يكتف محمد الثالث بذلك، فقتل 7 جوارٍ حوامل قيل إنهن كنّ على علاقة بأشقائه.
كذلك فإنه لم يتردد في قتل ولده الصغير محمود، الذي يبلغ من العمر السادسة عشرة عاماً، كي تبقى السلطة لولده البالغ من العمر الرابعة عشرة عاماً، وهو السلطان أحمد، الذي اشتهر في ما بعد ببنائه جامع السلطان أحمد في إسطنبول، و المعروف بالجامع الأزرق.
أما السلطان أحمد الشاب، فلم يتردد بدوره في وضع شقيقه مصطفى البالغ من العمر 13 عاماً في قفص خاص حتى لا يشكل خطراً عليه بحجة أنه مجنون.
و شهد التاريخ العثماني أيضاً العشرات من حالات التمرّد من قبل الجيش العثماني المعروف بالأنكشاري، حيث أطاحت هذه التمردات أربعة عشر سلطاناً راحوا ضحية لمؤامرات عائلية أو بين الأمراء وقادة الجيش الأنشكاري، وأحياناً بمؤامرة خارجية، كما هي الحال بالنسبة إلى السلطان عبد الحميد الذي أطاحه حزب «الاتحاد والترقي» المعروف بعلاقة قادته باليهود.
و يشبّه الكثيرون انقلابات الجيش التركي في العهد الجمهوري بتمرّدات الجيش الأنكشاري في العهد العثماني، حيث أطاح الجيش أيضاً أربعة من الحكومات منذ 1960 وأعدم واحداً من رؤساء الوزراء، إلى أن نجح «السلطان العثماني» رجب طيب أردوغان، كما يسميه البعض من الإعلاميين الأتراك، في التخلص من هذا الجيش بدعم أميركي.
في الخلاصة، إن الحقيقة المؤرخة تقول إن عدد الأمراء العثمانيين الذين قُتلوا على أيدي آبائهم و أشقائهم و أبنائهم قد وصل إلى 121، مقابل 44 رئيساً للوزراء الذين أعدمهم السلاطين العثمانيون.
حقيقة يجب أن توضع أمام نصب عيني كل من يحلم بأمجاد الدولة العثمانية، و يعتبر أن نموذجها الحالي المثالي هو تركيا بقيادة العثمانيين الأصليين أردوغان ــ داوود أوغلو.
___________________________
«خفايا التاريخ»،
كاتب و صحافي تركي: شاتين ألطان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق