حسينيون بإمتياز ... مجهولون في محرم
كم من المخلصين الذين يجاهدون بأموالهم وأوقاتهم لإجل التعريف بالحسين وثورته وبأرقى السبل، ما يميز هؤلاء هو عملهم في الظل، لا يريدون أن يعرفوا بأشخاصهم.
وأقتصر هنا على مثالٍ واحد (والأمثلة كثيرة) أثار إهتمام الإعلام العالمي لنعتبر منه.
في عام 2012، مجموعة بسيطة من الشباب المؤمن أغلبهم من طلاب الجامعات إجتمعت على هدفٍ محددٍ هو تقديم الحسين للإنسانية جمعاء، لفتت هذه المجموعة إنتباه أهالي لندن بوجود شعارات معلقة في مترو الأنفاق (إنتشرت فيما بعد لتشمل الباصات ومواقفها) تحمل شعار "من هو الحسين" مع موقعها الإلكتروني www.whoishussain.org
إنتشرت حملة "من هو الحسين" الخيرية كالنار في الهشيم حول العالم لتصل فروعها حالياً الى أكثر من 80 مدينة حول العالم.
خَلّاقون ودقيقون بأختياراتهم، إذا لم يجدوا المال قاموا بحملة مجانية لحلاقة الفقراء والمشردين في مدنهم، وإذا وجدوا المال دخلوا مناطق الكوارث بتبرعاتهم.
حققوا في أمريكا شهرة وإحترام كبيرين حين تعرضت أحدى مدنها لنقصٍ كبير في الماء الصالح للشرب بسبب كارثة طبيعية فهبوا لتوزيع قناني الماء على المشردين وشعار حملتهم "من هو الحسين" معهم أينما حلوا، فألتقى بهم حاكم المدينة لشكرهم.
قبل سنتين ومع إطلالة محرم صادف بداية العام الدراسي الجديد في أمريكا، سمعوا بوجود عوائل معدومة لا تستطيع توفير المستلزمات الطلابية لأبنائها، فقاموا بتوزيع حقائب مدرسية عليها شعار "Who is Hussain" من هو الحسين فيها الضروريات من أقلامٍ ودفاتر كما في الفديو المرفق والذي في نهايته يسأل المذيع زميلته "من هو الحسين إذاً" لتعطيه هاتفها ومن موقعهم الألكتروني فيقرأ "إنه ثائرٌ من القرن السابع لأجل العدالة ألهم الملايين حول العالم ... الخ".
تقاطرت عليهم كبريات محطات الإعلام العالمية من BBC الى CNN وغيرها فطبقت شهرتهم العالم حالياً.
في لبنان جمعوا الآلاف من قناني الدم للمستشفيات لسد إجتياجاتها.
في العراق ركزوا على ابتعاث مرضى القلب للعلاج في الهند (أغلب أعضاء الحملة من الهنود).
لهم موكب على طريق النجف - كربلاء، لكنه من نوع آخر، يعرفون فيه أنفسهم للغادي والآتي لجمع التبرعات أو لكسب متطوعين جدد. وكان هذا الموكب سبباً في إفتتاح فرع لهم في أندونوسيا بعد أن تحدثوا لشخصٍ إندونسي كان آتياً للزيارة، أعجبَ بهم وإبتدء الترويج لهم.
لا يقدمون أنفسهم كمنظمة إسلامية، لا يَسألون عن دينٍ أو عرقٍ أو طائفةٍ فهم للمساعدةِ الأنسانية أينما دعت. إستمدوا شعارهم من مقولةِ بنت أهل الطهر زينب ليزيد الفجور "أتعرف من هو الحسين".
يقولون ليس شرطاً أن تكون عارفاً بالأعمال الخيرية لتعمل معنا، وليس شرطاً أن تكون غنياً لتساعدنا، فبأمكانك - وقت الفراغ - أن تجمع الطعام الصالح والفائض من العوائل في منطقتك في حافظاتٍ مناسبة لتوزعهُ على المحتاجين في منطقتك.
تقول إحدى المتطوعات معهم (مَلاهة من تكساس في أمريكا) وهي باحثة إجتماعية، إذا كان الآخرون يقدمون مانديلا وغاندي والأم تيريزا كقدوة، فلماذا لا نقدم الحسين قدوة لهم؟، وتقول أن مانديلا وبعد سنوات السجن الطوال (27سنة) أخذ يشعر باليأس والإحباط، لكن حين قدم له السجان أوراق إطلاق سراحه ليوقع عليها تذكر أن الحسين صبر ولَم يخنع، أو ترجموها بطريقتكم "Hussain does not give up".
بيض الله وجوهكم وكل المخلصين من أمثالكم كما بيضتم وجوهنا.
أحتفظُ بكيسٍ عَلَيْهِ شعارهم لأتذكر وكلما رأيته، كم هو تقصيري مع الحسين.
اَلسَّلامُ على المذبوح بسيوف أبناء الطلقاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق