مر أبو وهب البهلول ، بأحد أزقة الكوفة ، فوجد أطفالا" يلعبون بالجوز والصنوج ، إلا طفلا" يجلس بجانب الجدار متفكرا لوحده .
فتقدم إليه بهلول وقال له :
أعطني يدك لأذهب بك إلى السوق ، لأشتري لك لعبا" مثل هؤلاء الأطفال يا حبيبي .
فقال الطفل : ماخلقنا للعب يا رجل .
فقال بهلول : ولماذا خلقنا إذن يا حبيبي ؟
قال : لعبادة الله سبحانه وتعالى .
فقال بهلول : ومن أين لك هذا ؟
قال: من قوله تعالى :
( افحسبتم إنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون ) المؤمنون/١١٥
ومن قوله تعالى:
( وما خلقت الجن واﻷنس إلا ليعبدون ) الذاريات / ٥٦
يقول بهلول : فانكببت على الطفل ، فوضعته في حجري ، ومسحت وجهه و قلت له : حبيبي لم هذا الجزع وانت صغير السن ، ولم تعمل من الكبائر ، مايجعلك تتكلم هكذا ؟
فقال الطفل : إليك عني يابهلول ، والله لقد رأيت أمي تضع صغار الحطب بالنار قبل كبارها ،
فقلت : لا آماه دعي الصغار وشأنهم ، واجعلي النار تعمل بالكبار .
فقالت : ياولدي إن الكبار لاتعمل إلا بالصغار ، أفلا يخشى المرء ان يكون من صغار حطب جهنم ؟
فلا تنظر يابهلول إلى صغر مافعلت ، بل أنظر إلى عظم من عصيت .
فقال بهلول : فلما سمعت هذا ، أغمي علي ، ولما أفقت ، لم أجد ذلك الغلام وسألت عنه
فقالوا : اولم تعرفه يابهلول ؟
فقلت : لا
فقالو : انه علي الرضا بن موسى الكاظم وجده رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم .
فقال بهلول : والله هذه الحكمة الجارية لا تصدر إلا منهم عليهم سلام الله .
الأربعاء، 24 أبريل 2019
بهلول و الطفل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق