مدرسة النجف الدينية والتقريب بين المذاهب
اللهم صل على محمد وآل محمد
* أول مؤتمر للتقريب بين المذاهب الإسلامية تحتضِنه النجف، في (25 شوال 1156هـ/ 13 كانون أول 1743م) إبان مجيء نادر شاه إلى النجف، وعقد مؤتمراً في الصحن العَلَوي جمع فيه علماءَ من عدةِ مدنٍ إسلامية، وقرر المؤتمر إدخال المذهب الجعفري مع المذاهب الأربعة. "وأن اختلاف المسلمين في الفروع، وأن المذاهب خمسة، وأن الإمامة من الفروع وليست أصلا. فقرأ آقا حسين بأمر من ملا باشي وثيقة المؤتمر واقفا على رؤوس الأشهاد، حيث يسمعه الجميع، وختم المجلس قبيل المغرب من يوم الأربعاء 24 شوال 1156ه، ثم وقع الجميع على الرقعة يوم الخميس" . وقيل: عُقِدَ في الموضع الذي تحت المسقف الذي وراء ضريح الإمام علي (ع) حضر هذا المؤتمر علامة العراق عبد الله السويدي (-1174هـ/ 1761م)، وعلماء من أهل السنّة والجماعة، وبحضور مجتهدي الشيعة في إيران والنجف.
وكان العلامة السيد نصر الله الحائري ـ من أعلام آل نصر الله في كربلاء ـ أخذ قرارَ المؤتمر إلى استنبول، وهناك وشي به لدى السلطان محمود العثماني (بفساد المذهب الجعفري) الذي أمر بقتله سنة 1168هـ / 1755م، ودُفن في إسطنبول، وله مزار فيها. وكان إستشهاده بعد 11 سنة من مؤتمر النجف.
* أول من شد الرحال الى القدس الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء في 27 رجب 1350هـ/ 1931م لحضور المؤتمر الإسلامي "مؤتمر القدس" حول الخطوات العملية ضد الصهاينة ، وكان قد ودعه الملك فيصل.
* أول من شد الرحال الى أزهر مصر هو الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء في 1912م وظل ثلاثة أشهر، للتعرف على العلماء ومناهج الازهر العلمية وأساليب الدراسة. إذ حصل في الحوزة العلمية النجفية اتجاه يدعو إلى الإصلاح والانفتاح على المسلمين وتعزز هذا الاتجاه وقوي بسبب الهجمة الاستعمارية اليهودية واغتصاب الأرض الفلسطينية فبدأت بوادر الوحدة وأول من حمل هذا المشعل وخط طريقه سماحة الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء. وينقل أنه كان أكثر اختصاصه بشيخ الأزهر الشيخ سليم البشري، وأكثر ملازمته لمفتي الحقانية الشيخ محمد بخيت المطيعي .
* أوائل من بادر الى التقريب بين المذاهب من حوزة النجف:
- الشيخ عبد الكريم الزنجاني، وقد شرع في 1936م برحلة إلى الأزهر بعد أن تهيأت الأرضية الشيعية من قبل الاعلام الأزهريين، واتضحت الخطوط والسياقات والخطابات واستفاد من انتشار الصحف والاعلام في تلك الزيارة، وقام بزيارة بعض المنظمات الإسلامية السلفية مثل جمعية الهداية الإسلامية، وذهب إلى الجامعة المصرية وخطب بها خطابا رنانا أعجب به أكابر الأدباء، وكان جل اهتمام الشيخ الزنجاني مع شيخ الأزهر على قيام مجمع فقهي علمي يضم المذاهب الخمس، وأستمر في حركته بهذا المجال حتى اسس "المجلس العلمي الأعلى في النجف" وقالت الهيأة: "وافق المجلس العلمي الأعلى لعلماء النجف الأشرف على مقرراتنا مع مشيخة الأزهر". وهذا المجلس سكت عن وجوده فعليا الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء والشيخ محمد رضا المظفر.
* أوائل العلماء الذين روجوا لمشروع التقريب بين المذاهب وأقام العّلاقة الطيبة مع الازهر، المرجع السيد حسين البرجوردي، كان على صلة وثيقة بأخبار دار التقريب عن طريق مندوبه الشيخ محمد تقي القمي، الأمين العام لجماعة دار التقريب. والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء (-١٣٧٣ هـ) والسيد عبد الحسين شرف الدين العاملي (- ١٣٧٧هـ) من أقطاب التقريب. ولم يقتصر نشاطه على متابعة أخبار دار التقريب فحسب، بل إنه راح يراسل شيخ الأزهر الإمام الأكبر عبد المجيد سليم، وكذلك الشيخ علي ابن الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء (1331- 1411هـ) وكانت تربطه صلات وثيقة برجالات مصر من السياسيين ورجال الأزهر معاً وكانت بدايات صلاته مع مصر تصريحاته ضد اعتداء العدوان الثلاثي على مصر والصادرة يوم الجمعة 2 صفر 1376هـ/ 1956م، وجاء التنويه بذلك في جريدة اليقظة لصاحبها سلمان الصفواني إذ ذكرت في عددها 2594، الأربعاء 6 صفر 1376 تحت عنوان صدى صوت النجف المدوي" ما يلي: "صرح سماحة الشيخ علي كاشف الغطاء في محضر ديني في يوم الجمعة: بأن صوت فتى مصر حين هب يناضل عن حقوقه وشعبه في أجواء الدنيا المسلمة وغيرها كان يحمل بشرى عظيمة إلى أبناء الضاد بتسجيل خطوات إيجابية عملية في الطريق إلى في الآفاق .
- أول ورود للوفد الإسلامي للقريب بين المذاهب إلى النجف في 21 محرم 1352هـ/ أيار 1932م ، وهم : سماحة المفتي السيد محمد أمين ومعالي محمد علي باشا علوبة - وزير مصر -، ومحمد إسحاق باشا - مفتش معارف فلسطين -، ومحمد علي أفندي الحسيني كاتب الوفد -
قال الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء: وقد ألزمني المفتي أن أخطب في الصحن الحيدري قبلهم. ثم خطب هو فأعجب، وخطب بعده محمد علي باشا فأبدع وفاق، وكان لكلماته أثر، سيما مع صدورها من مثله ممن يرتدي الملابس الرسمية وأزياء الأفندية ويلبس الطربوش، يخطب في النجف قبة العلم في صحن أمير المؤمنين - سلام الله عليه - على جمع من العلماء فيأتي بالمعجب المطرب من سحر البيان وأفانين البلاغة.
- في منتصف القرن 14هـ/20م صدحت أصوات التقريب من جديد في أزهر القاهرة وحوزة النجف وقم، وأسست دار التقريب بين المذاهب، وعني بها كبار العلماء، وتبادلوا الزيارات، والأفكار التقريبية، وكذلك كان التقارب بين المجتمعات وما تحمله من أفكار وقيم، ومن أدب وشعر، وفي ضوئها زار الـنجـف شخصيات بارزة على الساحة الادبية منهم الــعلماء والمفكرين، أمثال زكــي مـبـارك، مـحـمـد عـلـي عـلـوبــه بـاشـا، عـبـد الـوهــاب عــزام، أحــمــد أمــيـن، وعبد الفتاح عبد المقصود، وغــيرهــم مـن أعــلام الـعــربـيـة وجهابذة الادب والبيان.
- منقول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق