الأحد، 30 نوفمبر 2025

❌ منع مرجعٌ كبير من مراجع الشيعة بناءَ حرمٍ للسيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)؟

❌  منع مرجعٌ كبير من مراجع الشيعة بناءَ حرمٍ للسيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)؟
🔻كان ذلك في صيف عام 1983م (1362هـ ش). جاء عدد من الأشخاص من تونس يحملون حلماً كبيراً؛ حلماً يخطف أنفاس كل من يسمعه:
"نريد أن نبني مقبرةً أو مقاماً للسيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها في البقيع."
💭لم تكن الفكرة خيالاً ولا مجرد شعار، بل مشروعاً مكتمل الأركان. فقد وافق المسؤولون السعوديون، وتوفرت الأموال، ورُسمت الخطط، وتجهز المهندسون… ولم يبق سوى موافقةٍ واحدة: موافقة مراجع الشيعة الكبار.
فاتجهوا، باعتبار السيد الخميني قائدَ دولةٍ شيعية، إلى لقائه. عرضوا عليه المشروع، فاستمع بهدوء ثم قال:
"اذهبوا إلى قم. اسألوا آية الله العظمى السيد محمد رضا گلپایگاني، فهو المرجع الأعلى، ورأيه هو رأيي."
🔸ومن هنا بدأت فصول الترقّب. دخلوا على آية الله گلپایگاني، والسكوت يخيّم على المكان؛ لا خوفاً، بل رهبةً من القرار الذي سيتحدد. شرحوا المشروع، وانتظروا أن يبدي إعجاباً فورياً بحجم الإنجاز… لكن ذلك لم يحدث.
🔹تأمّل السيد قليلاً، ثم رفع رأسه وكأنّه يعبر صفحات التاريخ، وقال:
"إعمار البقيع بحدّ ذاته لا إشكال فيه، ولكن… إذا أردتم بناء قبرٍ لفاطمة الزهراء عليها السلام، فهل تعرفون ما الذي سيحدث غداً؟"
❗️سيُقال حينها: الشيعة يكذبون منذ 1400 عام! سيقولون: أنتم قلتم إن قبرها مخفي، فكيف وجدتموه الآن؟
❓وماذا ستفعلون بالزيارات التي نقول فيها: السلام عليكِ أيتها المخفية قبرها…؟
إن مخفيّتها ليست أمراً بسيطاً، بل علامة ودليل على ما جرى بعد رحيل النبي صلى الله عليه وآله.
إن فاطمة الزهراء عليها السلام أرادت أن يبقى قبرها مجهولاً، وهذه ليست وصيةً عادية، بل سرٌّ إلهي، وبقاء هذا السرّ حجّة خالدة على المظالم التي لحقت بها، وعلى اختلافها مع القوم الذين غصبوا الخلافة.
بقاء القبر مخفياً يعني أن في التاريخ جرحاً لم يلتئم، وحقاً لم يُعَدّ، وظلامةً أرادت صاحبتها أن تبقى شاهدةً إلى يوم القيامة.
✅خيم الصمت على الغرفة… لا بسبب الرفض، بل بسبب إدراكهم لعمق الحقيقة التي غابت عنهم.
جاؤوا ليبنوا شيئاً أرادت السيدة الزهراء عليها السلام بحكمةٍ إلهية أن يبقى مخفياً.
ورجلٌ واحد، بكلمة "لا"، حمى هذا الدليل الإلهي من أن يُطمس.
🔹خرج الوفد من قم لا يحملون رفضاً عادياً، بل وعياً جديداً بما يعنيه أن يبقى القبر مجهولاً، وكيف أن مرجعاً واحداً أنقذ التراث الشيعي من انحراف خطير.
وهكذا بقي قبر السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها خفياً كما أرادت، دليلاً حيّاً لا تستطيع يدٌ أن تمحوه من التاريخ.
✍ نقلاً عن السيد محمد باقر گلپایگاني، نجل آية الله العظمى السيد محمد رضا گلپایگاني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق