المحافظات القاجارية
جغرافية لرستان الفيلية
دائما اقول إلى الإيرانيين لو لا اللر الفيليين ومقاومتهم الشديدة للعثمانيين-لكانت حدود العثمانيين قد وصلت إلى أصفهان
وبالتالي هم ممنونين من عندنا لأننا دافعنا عنهم وبالطبع دافعنا عن انفسنا ومناطقنا ايضا
وانقل إليكم ما ذكره صاحب كتاب تحفة العالم حتى تعلمون مدى الألم والصبر الذي عاشه اجدادنا ولم يسلموا مناطقهم إلى العثمانيين
حيث يقول؛ وتحد من جهة بحدود بغداد( يقصد لورستان الفيلية) الا انه لم يصادف يوما ان الروم استولوا عليها لانه عندما يقع حادث يؤدي الى كدورة بين الطرفين فيجهز ولاة بغداد الجيوش بقصد الاستيلاء عليها فأن اهاليها يتركون مساكنهم ويأخذون اموالهم ونساءهم ومواشيهم فيضعونهم في اماكن نائية ويبقون انفسهم مجردين ومتأهبين للحروب والصراع معها ومقاتلتها . وان الجيوش الرومية المجهزة من قبل الولاة كانوا لايعثرون على غلة او ارزاق فيضطرون للعودة .
وقد وصف صاحب كتاب تحفة العالم لورستان الفيلية حيث يقول : بقيت اياما في ( دزفول ) ثم ذهبت من طريق لورستان الفيلية قاصدا السياحة في ايران وشاهدت هناك اسماعيل خان ابن حسين خان الذي هو من رجال الصفوية وكان من امراء نادر شاه ايضا وهو امرؤ طاعن في السن قد اختار العزلة في زاوية وكان قد ذاق مر الدنيا وحلوها وعرف ما فيها وانه في الشجاعة والبسالة موصوف وبقساوة القلب وسفك الدماء مشتهر ولهذا فأن اهالي تلك الديار عموما كانوا متنفرين منه ولم يرغبوا في طاعته والانقياد لاوامره ٠٠. وانه ايضا عندما كان يأنس بالسلطة لم يقصر عما يتمكن من الاضرار وايقاع الاذى بالاهلين وانه لم يطع اوامر محمد كريم خان الزند ... وبالنظر لذلك كان متواريا في الجبال خوف السلطان والحذر من بطشه
واما اولاده ( محمد خان ) و ( اسد خان ) فأنهما كانا يتبعان
سلوكا مرضيا مع الاعيان والرعايا وكانا حاكمين على تلك الديار، وان المنطقة التي تحت سلطتهما هي معمورة وذات مياه عذبة وهواء نقي وفيها اماكن قصبات ومتنزهات جميلة وان هذه المنطقة تبلغ مساحتها طولا وعرضا ستة عشر يوما ٠. وان فيها ابنية شامخة وعمارات قديمة ترجع الى موالي السلف كانوا قد بنوها ولاتخلوا من استلفات النظر ويتمثل للناظر عند حلول ايام الربيع .. انها قطعة من الجنة لما فيها من الرياحين والازهار المختلفة بحيث لا يخلوا شبر منها عن الخضرة والنضارة . وفيها انواع الصيد من الحيوانات الوحشية والطيور وفيها اشجار ذات اثمار جبلية وصحراوية تبهج الرائي . وان اهاليها بالرغم من انهم يعيشون عيشة البداوة ويسكنون البراري ويكرمون الغريب ويقرون الضيف وانهم موالون للائمة الاطهار عليهم السلام وذلك من نعومة اظفارهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق