كي لا ننسى
القتل الوحشي
اسعد شاب جميل وسيم يمتلك قوام ممشوق عمره ٢٧ عام ، عنده دكان لتصليح جسم السيارات التي تتعرض للحادث والضرب وتسمى مهنته في العراق ( تنكجي سيارات ) .
كان هو الولد الوحيد لأبيه ، متزوج وله أطفال اثنين ،
في أحد الأيام من منتصف ثمانينات القرن الماضي داهم منزلهم رجال الأمن بحجة أنه كردي فيلي من التبعية الإيرانية فتم زجه في السجن وبالتحديد سجن خلف السدة ، وتهجير والده ووالدته وخواته وزوجته وأطفاله إلى إيران.
بقي في السجن مدة طويلة ، وكلما طال به الزمن زاد شوقه لأهله وأطفاله فكان ينوح عليهم نوح النساء ويبكي عليهم باكاءاً مراً بنعي حزين ، وبعض الاحيان يغني ويبكي
فيجلب تعاطف السجناء من حوله فيقومون بتهدئته وأعطاءه الأمل بلقاءهم .
في أحد الأيام من عام ١٩٨٦ كان يقف أمام شباك السجن ويتطلع إلى ساحته ويتأمل المستقبل ولقاء عائلته ، و تداعب مخيلته ملاعبته أطفاله ، وكانت هذه الوقفه يخفف بها عن نفسه الضغوط النفسية .
فجأة سمع السجناء صرير إقفال السجن وهي تفتح وتوجهت انظار الجميع نحوهم ، فإذا بخمسة من رجال الأمن بأجسامهم الغليضة ووجوهم القبيحة يدخلون السجن ، فتوقف اسعد بمكانه واقفا على الشباك ينظر لهم ليعرف ماذا يريدون وقد كان من شدة الخوف قد تجمد مكانه .
فإذا بهم يقتربون منه وبدون كلام يغرسون في بطنه سيخا طويلا مدببا يحملونه معهم ليخرجوه من ظهره ، فصرخ من شدة الألم وهو يمسك السيخ والدم يسيل منه إلى الأرض وتم سحبه من يده إلى خارج القاعة والدماء تخط الأرض لتكتب خط الجريمة ومن شدة الضرب فقد الحركة ولكن بقيت فيه الروح ولم يفارق الحياة ولم يعلم بعدها مصيره بعد سحبه لخارج القاعة لأنه لم يعود ولا أحد يستطيع أن يسأل عنه ، وكان الاعتقاد السائد عند السجناء جميعا انه توفي واختفى أثره .
أصاب السجناء الخوف والذهول لما شاهدوه أمامهم، ولازم السجناء الخوف والذهول لمدة يومان وهم بين باك عليه وبين صامت مذهول .
وتنتهي سلسلة احلام اسعد بلقاء عائلته وأطفاله، وقد أودع السجناء صاحبهم الطيب ووضعوا أنفسهم تحت احتمال أن يلقون نفس المصير ، لأن النسب المغاير في قاموس حزب البعث جريمة يجب قتل صاحبها أو تهجيره .
ماذا يفعلون والله خلقهم من نسب الاخر وليس في الانساب فخرا كما قال الرسول،ص، .
كان في الطرف الثاني من الحدود الاب يتردد الى كل قادم من العراق يسأل عن ابنه الوحيد ، فصادف ان التقى ببعض من كان معه في السجن سألهم عنه ، فكان جوابهم له انه بقي في السجن خوفا عليه من مصارحته بما جرى على ابنهم من قتل
هكذا هو الإنسان في فكر وسلوك حزب البعث لا قيمة له .
ليرى العالم أي جرائم قد ارتكبها هذا النظام المجرم ..
جاسم الخيبري ابو زهراء 2019/ 9/23
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق