الاثنين، 15 نوفمبر 2021

ترجمة نص اوغاريتي

*ترجمة نص اوغاريتي موجود في متحف اللوفر بباريس، قاعة اوغاريت رأس شمرا...*

*اوغاريت... محاكمة علنية للروح*

قبل ما يقارب  الثمانية آلاف عام من يومنا هذا قامت في هذا الشرق وتحديدا قرب مدينة اللاذقية السورية، إمارة/مملكة تدعى "اوغاريت"..دولة ناهضة تركت للبشرية ارثا حضاريا رائعا لا سيما في راس شمرا احد نواحيها .. 

كانت دولة صنّاعة زرّاعة ولها تاريخ عريق دامت قرابة خمسة آلاف سنة من سنة 6000 حتى 1190 ق.م.

من الروائع، هذه الاسطورة التي تشف عن مشهد نخجل نحن من انفسنا في عالم اليوم عند ادراكه، اذ نعتبر اننا متقدمون حضاريا بثمانية آلاف عام .. خلاف الحقيقة ففضل التقدم والحضارة سبق.

أسطورة تكشف عالماً من الطيبة والنقاء كأننا في رحاب  جمهورية افلاطون المثالية .. والأساطير هي كتب تاريخ القدماء..

*تقول الأسطورة بعد تاهيلها للسان العرب :*

في جلسة محاكمة علنية لروح أحد المتوفين قبل ان تلتحم نفسه بجسده مرة اخرى ليعيش السعادة والخلود في العالم الأبدي الجديد..!

سأله قاضي محكمة الارواح :
 *ايها الروح هل كذبت؟*
 قال : نعم كذبت على زوجتي في مدح جمالها وجودة طهيها.
*هل عذّبت حيوانًا؟*
كلا..! عدا العصفور الذي اعجبني صوته فحبسته لمدة يومين ثم اطلقته..!
*هل أسلت مرة دماء حيوان دون ذنب؟*
 كثيرا يا سيدي ..حين كنت اقدمه قرباناً للاله كي اطعم الفقراء..!
*هل كنتَ سبباً في دموع إنسان؟*
نعم ..أمي حين مرضتُ بين يديها !.
*هل لوّثت مياه النهر؟* 
 نعم حين سبحت فيه مرة وأنا في وقت عملي !
*هل قتلتَ نباتاً او زهوراً ؟* 
نعم ..حين اقتلعت زهرة لحبيبتي !
 *هل سرقت ما ليس لك؟* 
 نعم .. سرقت قلب وحب  جيراني من غير ملّتي وديانتي !
*هل اشتهيتَ زوجة جارك؟*
لا أشتهي ماليس لي ! هكذا فطرني ربي !
*هل تعاليتَ على غيرك بسبب علوّ منصبك؟*
 كنت أرى نفسي اضعف الخلق أمام عظمة الرب !
*هل ارتفع صوتُك أثناء حوار؟*
 لم اكن احاور سوى ربي باكياً هامساً !
*هل خاض لسانك في شهادة زور؟*
قلت زوراً حين سترت على جارة لي !
*هل قبلتّ رشوة ؟*
نعم، كثيراً جداً .. قبلات من طفلتي لتلبية طلباتها.
*وماذا فعلت عملاً صالحاً أيضاً؟*
 كنتُ مرة عينًَا لأعمى، واخرى يدًاً لمشلول، وساقًا لكسيح، أباً ليتيم، قلبي نقيّ، يداي طاهرتان، غنيت وضحكت وقهقهت ورقصت وعزفت على الناي في فرح جار لي من غير الأوغاريتيين !

مبروك ايتها الروح : لقد نجحتي في المرحلة الأهم ! قال القاضي وهو يقفل المحضر تحت نظرات الاستغراب من الروح.

*ياسيدي القاضي : ألن تسألني عن ايماني، عبادتي، صلاتي، صيامي، نسكي ؟!*
 لا أيها الروح الطاهرة..   تلك قضية لا سلطة لأحد عليها، تلك يحددها الرب وحده فقط...
يحددها الله وحده !!؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق