الجغرافيا والناطقون بها :
تسود اللهجة الكورانيه في المنطقة الممتدة شمال الطريق الواصل بين مدينتي قصر شيرين وكرمنشاه جنوباً وحتى هورامان شمالاً ، ومن منابع نهر سيروان غرباً وحتى كرمنشاه شرقاً، والكورانيون في هذا الإقليم يشكلون اتحاداً قبلياً يتكلمون لهجة واحدة اطلق عليها اسم اللهجة الكورانية، اذ يتكلم بها قبائل الهورامان وريجاب وكاندوله قرب كرمنشاه - والفروع الأصلية من عشائر السنجابي والكوران والباجلان وكذلك الشبك القاطنين شمال مدينة الموصل في حوض نهر الخوصر.
فروع الكورانية :
تقسم هذه اللهجة إلى أربعة فروع هي :
١ - الكورانية الأصلية . . ٢ - الهورامانية . ٣ - الباجلانية 4 - الزازائية .
فالكورانيه الاصلية يتكلم بها سكان منطقة وند - زهاو وجوانرو . كما يتكلم بها بعض كاكائية طاووق وبعض قبائل الزنكنة قرب كفري و الشبك والباجلان.
اما الهورامانية فهي لهجة غاية في اللطافة وحسن التأثير، ويتكلم بها سكان جبال هوارمان وباوه وبلنكان وحواليها .
ويقسم الهورامانيون إلى شعبتين : اللهون ويسكنون غرب سلسلة جبال هورامان ( اي في كوردستان العراق ) والتخت ويسكنون في شرق هذه السلسلة ( أي في كوردستان إيران ).
اما الباجلانية فهي لهجة مبعثرة نلاحظ قسما من الناطقين بها شرق الموصل ، ويعرفون بالشبك ، وفي زاهاو وشمال لورستان وقرب خانقين ، (وفي قوره تووهورين وشيخان ( ناحية ميدان ) في العراق ورغم تبعثر مناطق هذه اللهجة بهذا الشكل فان اللهجة التي يتكلم بها الباجلانيون وهي لهجةمتشابهة في جميع مناطقهم ولكن نظراً لاختلاط الباجلانية بالكرمانجية الوسطى فقد أصبح للاخيرة مؤثرات لغوية واضحة عليها .
الزازائية:
تعتبر الزازائية ( Zarz ) أو ديملي ( Dimili ) احدى اللهجات الكورانيه الفرعية ، ولكن الغريب في هذه اللهجة هو موقعها فهي لا تتواجد ضمن إقليم اللهجة الكورانيه بل في إقليم يبتعد عنه كثيراً نحو الشمال .،ويمكن تحديد منطقتها بالمنطقة المحصورة بين ارضروم - موشي - خربوط - ارزنجان، وبعبارة اخرى ، أوضح ، أنها تتركز في المنطقة المحصورة بين رافدي مراد صو وفرات صو حتى نقطة التقائهما جنوب جبال مشير داغ أي ضمن منطقة درسيم، اذ أن مدن درسيم ( تونجلي ) وبنغول وسيفرك ، ونسبة كبيرة من سكان بتليس يتكلمون بهذه اللهجة، وهناك جيوب اخرى لهذه اللهجة تمتد في اديامان إلى ملاطية ومرعش ، ويتكلم بها الشبك شرق الموصل ، وكذلك قبائل الدنبلي في كردستان ايران ، والباجلان والشبك في شرق الموصل .
ويرى مكرداد ر . ايزادي ان هذه اللهجة كانت في العصور الوسطى منتشرة في كل كوردستان تركيا حيث تسود الآن الكرمانجية الشمالية وانتشرت مؤثراتها في جبال البنتس وفي كبادوكيا ، وسط الانضول وسيليزيا بين طوروس والبحر المتوسط ، قبل أن تنشر الكرمانجية الشمالية في العصر البيزنطي وتحل محلها، فتراجعت هذه اللهجة في مناطق سيطرتها السابقة إلى مناطق تواجدها الحالية تحت ضغط توسع الرعاة الكورد من الناطقين بالكرمانجية الشمالية والتي بدأ في القرن السادس عشر واستمر لحد اليوم .
هل الكورانية لهجة منسية:
ان اللهجة الكورانية ، كما اشار كل من سون ودرايفر لهجة ليست حية ، ولعل السبب الذي ادى بهما إلى هذا الاعتقاد هو قلة المتكلمين بهذه اللهجة بالمقارنة إلى سائر اللهجات الكوردية الأخرى ولعدم توفر ما كتب بهذه اللهجة وندرته ، أي لفقر هذه اللهجة من حيث التراث الأدبي ، فالعصر الذهبي الوحيد الذي عاشته هذه اللهجة هو ذلك الازدهار الذي لاقته على يد الأمراء الأردلانيين الذين كانوا يشجعون في بلاطهم بحماس الشعراء والأدباء الذين ينظمون ويكتبون بهذه اللهجة الا أن هذه اللهجة تدهورت عند سقوط هذه الامارة الكردية على يد القاجاريين عام 1867 كما شجع الأمراء ال البابانيون الأوائل شعراء هذه اللهجة كذلك .
المصدر :
كتاب اللغة واللهجات الكوردية (دراسة جغرافية) للدكتور فؤاد حمه خورشيد
#Rustem79
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق