الخميس، 31 ديسمبر 2020

ذات مرة خرجت إمرأة ولم تعد

حدث مرة ان خرجت امراة من اهلها 
لتذهب الى اقاربها
لكنها لم تصل الى اقاربها
شعر اهلها بالعار
فهروب امراة من عائلة مستورة ليس بعده عار
تم التكتم عن الامر
لم يتحدث به احد
لم يشر الى القصة انسان
كان عارا قاهرا لا يتحمله الناس
مرت السنوات
واشتعلت الحرب 
وهرب صدام وجنوده الاشاوس
ولم تعد المراة التي اختفت في نهار ضائع
وفي يوم بعد ان هرب قائد الاشاوس
حفر احدهم في ارض قرب مرقد قديم
فضرب فاسه سطحا معدنيا 
ضرب مرة اخرى 
فعاد رنين المعدن العنيد
اصبح يقشط الارض 
ليكشف عن حافلة ترقد تحت التراب
وهناك 
وجد سائقها 
يجلس على مقعده
وكل راكب في مقعده 
كلهم صامتون 
ووجد امراة 
كانت تجلس في المقعد خلف السائق
في يدها محفظتها 
فيها هويتها
وذات المبلغ الذي خرجت به
ناقصا اجرة الحافلة
كانت تجلس هناك
وتشعر بالحرج 
ان اهلها قد يقلقوا لغيابها 
ظلت المراة هناك 
تجلس 
واهلها كانوا يشعرون بالعار 
وهي تشعر بالخجل 
وباقي ركاب الحافلة صامتون
لا يعرفون شيئا عن قلق المراة
ولا عار اهلها 

.....

عثر على حافلة مدفونة بركابها
 عند مرقد في آل بدير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق