حدث مرة ان خرجت امراة من اهلها
لتذهب الى اقاربها
لكنها لم تصل الى اقاربها
شعر اهلها بالعار
فهروب امراة من عائلة مستورة ليس بعده عار
تم التكتم عن الامر
لم يتحدث به احد
لم يشر الى القصة انسان
كان عارا قاهرا لا يتحمله الناس
مرت السنوات
واشتعلت الحرب
وهرب صدام وجنوده الاشاوس
ولم تعد المراة التي اختفت في نهار ضائع
وفي يوم بعد ان هرب قائد الاشاوس
حفر احدهم في ارض قرب مرقد قديم
فضرب فاسه سطحا معدنيا
ضرب مرة اخرى
فعاد رنين المعدن العنيد
اصبح يقشط الارض
ليكشف عن حافلة ترقد تحت التراب
وهناك
وجد سائقها
يجلس على مقعده
وكل راكب في مقعده
كلهم صامتون
ووجد امراة
كانت تجلس في المقعد خلف السائق
في يدها محفظتها
فيها هويتها
وذات المبلغ الذي خرجت به
ناقصا اجرة الحافلة
كانت تجلس هناك
وتشعر بالحرج
ان اهلها قد يقلقوا لغيابها
ظلت المراة هناك
تجلس
واهلها كانوا يشعرون بالعار
وهي تشعر بالخجل
وباقي ركاب الحافلة صامتون
لا يعرفون شيئا عن قلق المراة
ولا عار اهلها
.....
عثر على حافلة مدفونة بركابها
عند مرقد في آل بدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق