كي لا ننسى
الجاسوس
ابو علي رجل يبلغ الستون من العمر تقريبا يسكن النجف الأشرف وعنده محل لبيع الحلويات ، عُرف عنه الكرم والاخلاق والتدين وخدمة مواكب الامام الحسين ،ع، .
اعتقل هو وعائلته في عام ١٩٨٠ بتهمة أنه جاسوس لإيران وله اتصال مع الإمام الخميني ويكتب له تقارير كما أن له علاقة مع الشهيد محمد باقر الصدر .
تم تعذيبه عذابا شديدا بتهمة جاسوس لحمله على الاعتراف بفعله ، ووضعت عائلته في سجن اخر ، ولشدة التعذيب تدهورت حالته النفسية تدريجيا ، فتم سحب ابنه علي من سجن العائلة بعد مضي سبعة أيام فيه لينقل في سجن أبيه ،وان رجال الأمن قالوا له أن ابوك يحتاج رعاية فانت معه لترعاه .
اعتقد علي أن الله قد هدى رجال الأمن للصلاح واصبحوا طيبين ورقيقين فجاءوا به ليخدم أباه ، وما ان دخل السجن مع أبيه حتى وجد ابوه قد ذهب عقله بالكامل ولا يعرف ابنه فأرتعب من والده لأنه يؤذي ويضرب مع أنه كان يخدمه .
ولم تمضي ايام حتى يتم تهجير الاب والابن الى ايران لأنه كردي فيلي .
دخل ابو علي ايران ولا يعرف الا كلمة جاسوس ويرددها باستمرار ، فأطلق عليه اسم ابو علي الجاسوس .
فصطف مع مجموعة المجانين في المخيم وتحول ابو علي من الرجل الطيب الهاديء المتدين الي مجنون مؤذي ، يرمي عليه الاطفال الحجارة لأنه مجنون ويصيحون خلفه جاسوس ، وهو يرد عليهم برمي الحجارة .
وكان يتألم من كلمة جاسوس رغم جنونه ويتألم من سماعها ويبكي عندما ينادونه بها ، وكان ابو علي محبا للنظافة وتجده دائما يمسك المكنسة وينظف قطاعات المخيم ليلا ونهارا ، وعندما يتعب يجلس يصلي كيفما شاء وبدون تحديد القبلة فكل مرة يصلي باتجاه ، ويهوى جمع الحصى ويستخدمها للرد على من يؤذيه .
واما ابنه فقد لازم المخيم ويسأل عن أهله الباقون في سجن النظام ويتابع اخبارهم مع كل قادم جديد من المسفرين ليعرف ماذا حل بهم .
لم يستطع البقاء على هذا الحال فالتحق في صفوف المعارضة العراقية ، ليُكلف بواجب داخل العراق عام ١٩٨١ ، ومن حينها ضاع خبره وقيل امسكت به الاجهزه الأمنية البعثية واختفى وانقطعت اخباره مثل اخبار عائلته .
استمر ابو علي يتجول في المخيم ، والأطفال ترميه بالحجارة وتناديه جاسوس وهو يرد عليهم .
تم نقله مع مجموعة المجانين إلى مخيم مدينة ملاوي للمهجرين العراقين ، ليمرض هناك ويموت ويدفن فيها غريبا عام ١٩٨٣ وليس له أحد يسأل عنه وعن ابنه الذي اختفى .
هكذا كانت حكومة حزب البعث المجرمة تعامل مواطنيها وتتهم كل من يحمل جذور قومية كردية (الفيليه)
بتهم باطلة للتنكيل بهم وثم تهجيرهم .
لعنهم الله في الدنيا قبل الآخرة ورحم الشهداء والموتى الغرباء ومنهم ابو علي .
٢٠١٩/٦/١.جاسم الخيبري
اولاد الرفيقات الي كنتم تعدلون الناس هسه عرفتوا شكد انتم انذال
——————————————
اللهم احفظ الكوادر الطبية المخلصة
اللهم شافي وعافي جميع المرضى
لا تنسى رجال الله المجاهدين من الدعاء لهم بالنصر وللجرحىً والمرضى بالشفاء وللشهداء الابرار والاموات بالمغفرة والرحمه
رحمه الله من اهدى ثواب سورة الفاتحة
الى ارواح الشهداء الابرار والاموات
مسبوقة ومعطرة بالصلاة على
مُحَمَّد وآله مُحَمَّد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق