من اصول بعض العشائر العراقية...
"اصل عروبة أهالي الأنبار" ...
في أوائل ستينات القرن الماضي وفي إحدى الحلقات التلفزيونية التي كان يقدّمها "الآلوسي" من تلفزيون بغداد ... وكان حاضراً معه في تلك الحلقة المرحوم العلاّمة الدكتور مصطفى جواد ...
وكان من بين فقرات ذلك البرنامج أن يرد الدكتور مصطفى جواد على أسئلة المشاهدين ، وفي تلك الحلقة إتصل أحد المشاهدين مستفسراً عن معنى كلمة "الدليم" وهو إسمٌ يُطلق في ذلك الوقت على محافظة الأنبار التي كانت تدعى "لواء الدليم"..
وعند ذلك طلب ممقدّم البرنامج الآلوسي من الدكتور مصطفى جواد أن يجيب على السؤال فأجاب بأنّ الدليم هو إسمٌ أصله "ديلم" وهو إسمٌ لقبيلة فارسية تمّ جلب أعداد كبيرة من أفرادها من إيران وتم إسكانهم في المنطقة الصحراوية غرب بغداد وبمرور الأيام تحوّل الإسم من ديلم إلى "دليم"....
إنزعج مقدم البرنامج الآلوسي كثيراً من الإجابة واعتبرها غير صحيحة وأنها تمس شرف أهالي الدليم ( العرب الأقحاح !! ).. وطلب من الدكتور مصطفى جواد أن يبيّن وبالتفصيل مصادر معلوماته التي ذكرها في إجابته ...
وهنا لا بد لنا أن نتوقف قليلاً عند اللحظات الحرجة التي مرّت وكأنها دهرٌ طويل والتي كان خلالها الدكتور مصطفى جواد يسبّح بمسبحته الكهرب ذات الحبّات الكبيرة وقد كان صوت الحباّت يُسمع عندما تضرب إحداهما الأخرى وكأنه صوت مطرقة تضرب سنداناً ..
ثم أخذ صوت الدكتور مصطفى جواد يهدر بعنف ويقول : إسمع يا آلوسي يا ديلمي وسجّل ، هذه المصادر بالأسماء وأرقام الصفحات !! واستمر الراحل بذكر أسماء العديد من المصادر مع ذكر أرقام الصفحات التي تتطرق للموضوع معتمداً على ذاكرته الحادة والمتوقدة ...
وبعد أن إنتهى من إجابته وقف منتصباً وهو يخاطب الآلوسي ويطلب منه أن يكون جريئاً ويعلن في الحلقة التالية بأنه تأكد بنفسه من صحة الجواب وصحة المصادر ..كما أخبره بأنه سوف لا يحضر معه في حلقات قادمة لأنه يدير البرنامج بأسلوب غير علمي ثم ترك الاستديو ...
وجواباً على سؤالٍ آخر عن أصل أهل تكريت حيث قال عنهم بأنهم يهود أسلموا وجاؤوا من تركيا وسكنوا في تكريت وغيّروا أسماءهم ...
وقد دمّر حزب البعث كل تسجيلات البرامج التي سجّلت للدكتور مصطفى جواد قبل وفاته ، ففي برنامج تلفزيوني على إحدى الفضائيات ظهر الدكتور حسين أمين وقال ذهبنا يوماً إلى الإذاعة والتلفزيون وسألنا عن تسجيلات البرامج التى سُجّلت للمرحوم الكتور مصطفى جواد ، فكان الرد بأنهم سجّلوا عليها برامج "بنت الريف !!
والأنكى من ذلك أن حزب البعث الإجرامي قد ضيّق الخناق على عائلة الدكتور مصطفى جواد وآذوا ذويه كثيراً ... ولا غرابة في ذلك فهذه هي عادة اللئام ...
أما كلمة الأنبار .. فهي كلمة فارسية تعني المخزن .. وكان الحكام الذين حكموا العراق أيام دولة الملوك الفرس قد جعلوا الأنبار مخزناً لأسلحتهم وأنبارأً لمهماتهم ومعداتهم القتالية ، فسموها الأنبار لهذا الخصوص ، وقد أكد ذلك اللواء ركن وفيق السامرائي ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق